فرص الاتفاق النووي تتراجع.. التفاؤل الأوروبي يصطدم بالمراوغة الإيرانية
السبت 10/سبتمبر/2022 - 12:55 م
محمد شعت
رغم التفاؤل الأوروبي بقرب حسم مسألة إحياء الاتفاق النووي 2015، بعد جولات طويلة من المفاوضات اقتربت من العام ونصف، فإن هذا التفاؤل اصطدم بالمراوغة الإيرانية فيما يبدو، خاصة بعدما وضعت طهران العديد من العراقيل مؤخرًا، وتمسكت بمطالب وصفتها بـ«الخطوط الحمر»، تتمثل في اشتراط غلق قضية المواقع النووية غير المعلنة، وهو الأمر الذي رفضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى اشتراط تقديم واشنطن ضمانات بعدم الانسحاب مجددًا من الاتفاق، مثلما فعلت الإدارة السابقة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب 2015.
إحباط أوروبي
ويبدو أن التفاؤل الأوروبي بشان اتمام الاتفاق، قد تحول إلى إحباط، بعد إدراك الموقف الإيراني غير الجاد، والذي يسعى إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب، حيث قال جوزيب بوريل منسق شؤون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكل سريع قد تراجعت.
وأضاف بوريل، إن الردود المتبادلة بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني جعلته «أقل ثقة» بشأن النجاح في إبرام الاتفاق، قائلًا: «أنا أقل ثقة اليوم من 28 ساعة مضت بشأن تقارب الطرفين في عملية التفاوض.. إذا لم يحدث تقارب خلال عملية التفاوض، فإن الإتفاق بأكمله سيكون في خطر. إذا كان الهدف هو إبرام الاتفاق بسرعة، فهذا لن يحدث».
وقال عن المقترح الأوروبي: «إن نصه الأولي المتوازن بعناية الذي قُدم في 8 أغسطس كان شديد الأهمية، ولاقى استقبالًا حسنًا»، مضيفًا أنه «حصل على ردود فعل إيجابية من شركائنا »، إلا أن التفاعل الأخير ليس متقاربًا، مردفًا: هذا مقلق للغاية إذا لم تتقارب وجهات النظر، فالعملية برمتها في خطر، معتبرًا أن رد إيران الأخير لن يساعدها على إنهاء الاتفاق بسرعة.
وكانت إيران قد أرسلت إلى الاتحاد الأوروبي ردها على المقترحات الأمريكية الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، ووصفته بالـ«بناء».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن رد بلاده يتخذ «مقاربة بناءة تهدف إلى إنهاء المفاوضات»، لكن الولايات المتحدة رفضت بالفعل تقييم إيران لردها.
وفي المقابل، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله: «نحن ندرس الرد الإيراني وسنرد عليه من خلال الاتحاد الأوروبي، لكنه للأسف ليس بناء».
ومن جهته أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسن، «أن الرئيس جو بايدن لن يبرم إلا صفقة يقرر أنها تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة».
ترقب إسرائيلي
تأتي التطورات الأخيرة في ملف الاتفاق النووي، في ظل ترقب إسرائيلي، خاصة في ظل تحذيرات تل ابيب لواشنطن من إتمام الاتفاق بالشكل الذي تريده إيران.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية رسمية، الثلاثاء 6 سبتمبر الجاري، إن الوقت لا يزال مبكرًا لمعرفة ما إذا كانت حكومته قد نجحت بالفعل في وقف الاتفاق النووي الإيراني، لكن إسرائيل مستعدة لأي تهديد وأي سيناريو، وفق تعبيره.
وأضاف لابيد: إذا استمرت إيران في المحاولة، فسوف تكشف عن ذراع إسرائيل وقدراتها الطويلة، لدينا الحرية في العمل للقيام بكل ما هو مناسب لمنع احتمال أن تصبح إيران تهديدًا نوويًّا.
كما جدد لابيد التأكيد على أن لبلاده حرية التصرف تجاه إيران، وغير ملزمة بأي اتفاق معها. وقال «كما تم الاتفاق بيني وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن سابقًا، فلدينا الحرية الكاملة في التصرف للقيام بكل ما هو مناسب لمنع احتمال أن تصبح طهران تهديدًا نوويًّا».





