حملات أمنية على «داعش» في صحراء «الأنبار» والمواجهة الشاملة هي الحل
الأربعاء 07/سبتمبر/2022 - 08:39 م
آية عز
تكبد تنظيم "داعش" الإرهابي خسائر كبيرة في محافظة الأنبار العراقية عقب حملة مكبرة شنتها القوات الأمنية، إذ أعلنت خلية الإعلام الأمني في وزارة الداخلية تنفيذ عمليات إنزال جوي وتوجيه ست ضربات لخمسة أوكار للتنظيم في مناطق جنوبي قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار غربي بلاد الرافدين.
وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية، أنه بإشراف وتخطيط قيادة العمليات المشتركة، ووفقًا لمعلومات استخبارية دقيقة من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، نفذت القوات الخاصة في الجيش العراقي، فجر الأربعاء 31 أغسطس 2022، عمليات إنزال جوي بواسطة الطائرات المروحية، سبقتها ست ضربات جوية من طائرات القوة الجوية على 5 أهداف في مناطق جنوبي قضاء الرطبة، حيث تم استهداف أوكار للإرهابيين.
إعادة تمركز
وكان تنظيم «داعش» قد بدأ في إعادة تمركزه من جديد في صحراء الأنبار غربي العراق، فيما رصدت الشرطة تحركات مريبة لعناصر التنظيم في المحافظة خلال الفترة الماضية.
وقالت مصادر فى جهاز الشرطة إن هُناك مئات العناصر المسلحة موجودة في «الأنبار»، وتقوم بعمليات كر وفر بشكل مستمر، ثم تفر للجبال في صحراء المحافظة، خاصةً أن «الأنبار» بها مناطق وعرة، ومجموعة وديان وجبال، يصعب على طيران التحالف أو الشرطة العراقية، ملاحقة المسلحين بها، مشيرة إلى أن تلك التحركات، تؤكد أن «داعش»، أصبح نشيطًا في صحراء «الأنبار»، ويُحاول استرجاع قوته من جديد.
وفي سياق متصل، لفتت بيشا ماجد، الكاتبة المتخصصة في شؤون الجماعات الإرهابية، في تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن هناك عمليات إجرامية تنفذها فلول داعش في منطقة الأنبار، وسط محاولات من رجال الأمن العراقيين للقضاء على التنظيم، وأغلب سكان تلك المحافظة أصبحوا يخشون حلول الليل بسبب خروج عناصر داعش من أوكارهم.
محاولات إثبات الوجود
ويسعى تنظيم «داعش» من وراء تصاعد وتيرة عملياته الإرهابية الأخيرة في العراق، خاصة في الأنبار، لإثبات أنه ما زال موجودًا على الرغم من الهزائم المتكررة التي تعرض لها وعلى الرغم من الضربات الأمنية ضد عناصره واغتيال قادته وتدمير الكثير من بنيته الأساسية من الأسلحة والمتفجرات والعتاد العسكري، بحسب "فورين بولسي".
ويستهدف التنظيم إظهار فشل وعجز الدولة والمؤسسات العراقية، خاصة الأمنية فى مواجهته، وأنه على الرغم من الحملات الأمنية فإنه ما زال نشطًا وقادرًا على توجيه الضربات.
مواجهة شاملة
يؤكد المحلل السياسي المصري، خبير العلاقات الدولية، أحمد السيد أحمد ، في مقال له بجريدة "الأهرام" المصرية، أن مواجهة «داعش» والقضاء عليه ومنع عودته مرة أخرى يتطلب المواجهة الشاملة الأمنية والسياسية والاقتصادية.
فالمواجهة الأمنية من خلال اتباع نفس أسلوب «داعش» وهو حرب العصابات فالتنظيم لا ينفع معه المواجهة التقليدية؛ لأنه يعتمد على الكر والفر والاختفاء وسط المدنيين، وهو ما يتطلب بالأساس المواجهة الاستخباراتية والمعلوماتية وتوجيه ضربات استباقية ضد عناصر التنظيم قبل القيام بعملياته؛ لأن التحرك الأمني العراقي يكون غالبًا رد فعل وبعد قيام التنظيم بشن عملياته.
كما لابد من الاعتماد على الطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية في رصد حركة عناصر التنظيم عبر المناطق العراقية وإجراء مسحٍ ضوئي لمقراته وأماكنه، خاصة في صحراء الأنبار الشاسعة.
إضافة إلى تقوية أجهزة الأمن العراقية وتزويدها بالأسلحة الحديثة وتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين القوات العراقية وقوات التحالف الدولي لرصد عناصر التنظيم ومصادر تمويله.
الأمر الثاني أنه لا بد من المواجهة الاقتصادية من خلال تحقيق التنمية الاقتصادية ومواجهة مشكلات الفقر والبطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية وغياب الخدمات الأساسية من مياه نظيفة وكهرباء وغيرها، حيث يستغل التنظيم هذه الأوضاع لتجنيد عناصر جديدة واللعب على وتر التدهور الاقتصادي وانتشار الفساد.
أما الأمر الثالث بحسب المحلل السياسي المصري، فيتمثل في المواجهة السياسية من خلال الخروج من الأزمة السياسية التي يعيشها العراق منذ ستة أشهر، والإسراع باختيار رئيس الجمهورية، واختيار رئيس الوزراء، وتشكيل حكومة جديدة لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي.





