ad a b
ad ad ad

بعد أحداث بغداد.. مخاوف عراقية من استغلال «داعش» للفوضى السياسية

الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 08:08 م
مصطفى كامل
طباعة


حالة من القلق والتوتر في العراق، بشأن قدرة تنظيم «داعش» الإرهابي على استغلاله الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، والتي تتعلق بالأزمات السياسية التي تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة، لتصعيد هجماته الإرهابية، إذ تأتي هذا الفوضى في الوقت الذي مددت بعثة (يونيتاد) الخاصة بالتحقيق في جرائم تنظيم «داعش» الإرهابي، عملها بالعراق، خاصة مع تزايد العمليات التي شنها التنظيم الإرهابي خلال الفترة الماضية.

مخاوف من «داعش» 

أثارت التطورات المتسارعة الأخيرة في الساحة العراقية المخاوف من استغلال تنظيم «داعش» لهذه الأزمة، وتصعيد هجماته الإرهابية، مستغلًا هذه الأوضاع المضطربة، فالتنظيم لا يملك الآن كما يجب المال ولا السلاح ولا الحاضنة الاجتماعية، وهو بذلك لم يعد قادرًا على تجنيد العناصر الجديدة واستقطابهم ولا إدخالهم من خارج البلاد، وتراجعت بالتالي قدرته على زرع الخلايا. 
 
ويشير نجاح «الدواعش» في الوصول لطريق رئيسي وحيوي مثل الذي يربط بين محافظتي كركوك والسليمانية، على مؤشر مقلق يستدعي من الجهات الأمنية المعنية في الحكومتين الاتحادية ببغداد والإقليمية في أربيل، المسارعة لتدارك هذا الخرق الأمني الكبير.

ويؤكد مراقبون، أنه يجب عدم الاستهانة بقدرة داعش على الاستفادة من التناقضات السياسية الحادة الآن في العراق، وتوظيفها لصالحه ولصالح إعادة تنظيم صفوفه، والمبادرة بتصعيد وتيرة عملياته الإرهابية في مختلف المناطق العراقية، وأشاروا إلى أن تسلل عناصر داعش للطريق العام الرابط ما بين مدينتي كركوك والسليمانية، هو تطور خطير جدًا كون هذه الطريق مزدحمة بشكل متواصل بحركة السيارات والشاحنات والحافلات التي لا تهدأ، ويفترض أنها مغطاة أمنيًّا، ما يعني أن ما حدث يمثل خرقًا بالغ الخطورة، وما يزيد من خطورته تزامنه مع الأزمة المحتدمة بالبلاد وخاصة في العاصمة بغداد. 

ويجب على العراقيين بحسب المراقبين إلى معالجة الاحتقان السياسي الحاد في البلد بالطرق السلمية والدستورية، لمنع توظيف «داعش» للأزمة العراقية الحالية، ومن ثم تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي بين الحكومة العراقية وكردستان، وخاصة في المناطق المتنازع عليها مثل كركوك والتي ينشط فيها الدواعش عادة مستفيدين من الرخاوة الأمنية في تلك المناطق، وتحديدًا في المساحات الفارغة التي تفصل ما بين القوات العراقية الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية.

وسائل إعلام محلية عراقية، تداولات نقلًا عن مصادر أمنية، خبر تسلل عناصر من «داعش»، للطريق العام الرابط ما بين مدينتي كركوك والسليمانية شمالي العراق، وخطفه لشابين من أهالي ناحية ليلان، حيث عثرت الجهات الأمنية فيما بعد على أحدهما منحورًا. 

وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات في بغداد إلى 23 قتيلًا وما يزيد على 500 جريح، بعد اشتباكات في المنطقة الخضراء، حيث قررت قيادة العمليات المشتركة، رفع حظر التجول الذي فرضته على أنحاد البلاد، الثلاثاء، بعد دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مؤيديه إلى الانسحاب من الشوارع.

وفي وقت سابق، أعلنت خلية الإعلام الأمني، مقتل 4 من عصابات داعش الإرهابية بكمين محكم في محافظة نينوى، حيث تمكنت قوة من الحشد الشعبي في نينوى، من متابعة عناصر عصابات داعش الإرهابية في منطقة "البوسيف".

وفي نهاية عام 2017، أعلن العراق القضاء على تنظيم «داعش» بعد تقويض قدرات التنظيم الإرهابي، الذي احتل في 2014 نحو ثلث أراضي البلاد ومن ضمنها مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، لكن التنظيم ينفذ بين الفينة والأخرى وخاصة خلال الشهور الماضية عمليات هجومية تستهدف عسكريين ومدنيين عراقيين، في العديد من المحافظات مثل كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين.

تحالفات الضرورة
ومن جانبه، أفاد «مصطفي النعيمي» الباحث السوري المتخصص في الشأن الإيراني، أن طهران ستضطر إلى مسك العصا من المنتصف خشية حصول انقسام شيعي شيعي يعصف بالعراق وينتهي بإخراج إيران من بلاد الرافدين، وسيكون ذلك من خلال بناء تحالفات الضرورة التي جرت في ساحات الاحتجاجات بالعاصمة العراقية بغداد بدعم واسناد من قبل أنصار التيار الصدري، خاصة أن حدة المواجهة أثبتت بأن إيران تفقد قدرتها على التأثير على العراق من خلال استثمار جهود الإطار التنسيقي التابع لحكومة طهران.


"