ad a b
ad ad ad

مركز تدريب لـ«داعش» في أمريكا يكشف عوار الدعاية السياسية للأحزاب

الخميس 03/نوفمبر/2022 - 10:21 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

 وسط الضربات الأمنية التي يتلقاها تنظيم داعش في معقله الجغرافي الرئيس بالشرق الأوسط بما له من أثر على فروعه بالدول الأخرى، يلوح تساؤل حول قدرات التنظيم في التجنيد والحشد لصفوفه بالدول الغربية، وإلى أي مدى تأثرت الدعاية الإعلامية لـ«داعش» في الغرب.


منذ صعود التنظيم على الساحة الدولية في 2014 لم يتمكن من تأسيس فروع حقيقية له في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه اعتمد بدلًا من ذلك على الدعاية الإعلامية ومحاولات التجنيد الإلكتروني، ومع تراجع الهجمات المؤثرة للتنظيم في البلاد وما اتخذته الحكومة من إجراءات أمنية مشددة تُظهر المتابعات أن التنظيم لا يزال يمارس أنشطة تجنيد وحشد بالبلاد.


أمريكي يطلق مركزًا لتأهيل الدواعش


ألقت السلطات الأمريكية في 26 أغسطس 2022 القبض على شخص يدعى هيرمان ليفون ويلسون، ويعرف أيضًا بمؤمن عبدالله ويبلغ من العمر 45 عامًا، لتأسيسه مركزًا في نيو مكسيكو لتأهيل الشباب للالتحاق بتنظيم داعش.


يوفر ليفون في مركزه تدريبات قتالية عنيفة ودروسًا فقهية وعقائدية حول أيديولوجية التنظيم، فضلًا عن الدعاية الالكترونية والتجنيد من خارج البلاد، ووجهت الاتهامات رسميًّا للمتطرف الأمريكي مع بداية إجراءات التقاضي.


تُبرز القضية الأخيرة استمرارية في انتشار أفكار التنظيم في الغرب، وأن الضربات الأمنية أفقدت داعش جزءًا من قدراته ولكن لا يزال له متعاطفون ومتابعون يحشدون من أجل صفوفه ما يضاعف من احتمالات وجود ذئاب منفردة وخلايا نائمة للتنظيم في المنطقة تنتظر اللحظة المواتية.


زعماء داعش والمتعاطفون معه غربيًّا


إن المركز الداعشي المُكتشف مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية يبرز تساؤلات حول الدعاية الإعلامية التي تقدمها حكومات البلاد المتعاقبة حول قتل زعماء التنظيمات الإرهابية، ودور ذلك في تحقيق الأمن، وكذلك تأثيره على توجهات المصوتين في الانتخابات النيابية أو الرئاسية.


اعتمد رؤساء أمريكا خلال السنوات الماضية على نشر أخبار قتل رؤوس الجماعات المتطرفة كدعاية لقدراتهم ورغبتهم في تأمين البلاد، وعادة ما تكون الأخبار منشورة قبل شهور من معركة انتخابية، فهل بالفعل يحقق قتل زعماء التنظيمات الإرهابية تأمينًا مضاعفًا لواشنطن.


تدخل البلاد انتخابات نصفية خلال نوفمبر 2022، ويحتاج الحزب الديمقراطي الحاكم لتقليل خسائره على مقاعد النواب للحفاظ على فرص الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومع متلازمة الانتخابات الأمريكية ودعاية مقتل زعماء الجماعات المتطرفة، أعلنت السلطات في مطلع أغسطس 2022 مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وسط تسويق لقدرة الحاكم على قطع رؤوس التطرف وتأمين البلاد.


وتبقى هذه الدعاية الإعلامية مهمة للحزب الحاكم في ظل اتهامات سياسية داخلية حول الانسحاب الهزلي للحكومة من أفغانستان وسيطرة طالبان على الحكم مع تفشي الإرهاب في أفغانستان التي كانت مركزًا جغرافيًّا للتخطيط لأكبر عملية إرهابية في السنوات الأخيرة وهي أحداث 11 سبتمبر.


إن الخلايا النائمة لـ«داعش» في الغرب تزيد من ضرورة الحذر الأمني تجاه المعالجات الإلكترونية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول أيديولوجية التنظيم وأفكاره، وكذلك النظر إلى التطرف كسلوك غير منضبط لا يقتصر على فئة بعينها، ولكنه منهجية عنيفة يجب مقاومتها بطرق متعددة.

"