ad a b
ad ad ad

تحديات «الدعاية المضادة» لإعلام داعش

الأربعاء 28/نوفمبر/2018 - 01:48 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

يعتمد التنظيم الأكثر إرهابًا في العالم «داعش» على الدعاية الإلكترونية لأنشطته لجذب مزيد من المقاتلين في الوقت الذي تحاول الدول مواجهة تلك الدعاية من خلال حذف المواد المتطرفة التي يبثها التنظيم على الإنترنت، إلا أن الدول تواجه تحديًا يتعلق باختيار الجمهور المستهدف من حملة «الدعاية المضادة».

تحديات «الدعاية المضادة»

ويرى متخصصون في مكافحة الإرهاب، إن هناك طرحين يمكن مواجهة دعاية داعش من خلالهما، أولهما يتعلق بإنتاج مواد ترد على ادعاءات التنظيم فيما يتعلق بالقتال، ثانيًا، تنفيذ حملة دعاية مضادة للتنظيم إلكترونيًا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك، يوتيوب، تليجرام، تويتر».


وهناك إشكالية في تنفيذ الطرحين، تتعلق باختيار الجمهور المستهدف لتوجيه الرسالة، (استهداف قاعدة جماهيرية عريضة أو قصر الجمهور على من هم مستعدون للتطرف فعليًا).


ونجح تنظيمات «داعش والقاعدة وحركة الشباب» الإرهابيية، وغيرها من الجماعات المتطرفة في السنوات الأخيرة في إنتاج كميات هائلة من الدعاية، فضلًا عن شن حملات إعلامية عالمية ضخمة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، ما أدى إلى غمر الإنترنت بمطالبهم الإيديولوجية والدعائية.


وكان تنظيم داعش على وجه الخصوص، بارعًا بشكل استثنائي في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي للتركيز على الأفراد الضعفاء الذين يبدون اهتمامهم عن طريق المشاركة أو الإعجاب أو دعم مواقعهم الدعائية.


ويعمل الإرهابيون بطريقة مشابهة لمندوبي الدعاية، الذين يحددون بمهارة نقاط الضعف والاحتياجات والرغبات في المجندين المستهدفين، ثم يلبي احتياجاتهم عبر الإنترنت أو عن طريق الترتيب لاجتماعات وجها لوجه لجذبهم إلى المجموعة، حتى تمكن تنظيم داعش من اجتذاب الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى ساحات القتال في سوريا والعراق.


ونجاح التنظيمات الإرهابية في الإبقاء على قوتها الإعلامية على الإنترنت والاستمرار في تنفيذ هجماتها، يأتي نتيجة اعتماد التنظيم على اتصالات مشفرة.


وفي حين يستهدف داعش الأفراد المحتملين كإرهابيين والذي يمكن إقناعهم بدوافع الانضمام للقتال، تواجه الحكومات صعوبة في تحديد الفئات المستهدفة بـ«الدعاية المضادة» لمواد التطرف التي تبثها التنظيمات.


وقالت دراسة بعنوان «التحديات في خلق ونشر الروايات المضادة لردع الإرهابيين» نشرها مركز Homeland Security Today، المتخصص في التقارير والتحليلات الأمنية بالولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن واحدة من الحجج التي قدمت ضد استخدام الدعاية المضادة لداعش والقاعدة، قد لا تكون واسعة النطاق، لأن التنظيمات الإرهابية تستهدف أفرادًا معينين.

 

«ويمكن أن يؤدي التناول الواسع النطاق للدعاية المضادة لداعش إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها» بحسب الدراسة.


وتشير الدراسة إلى أن هناك حاجة لمزيد من التدخلات الهادفة للوصول مباشرة إلى الأفراد الذين يظهرون بالفعل تحولات وسلوكيات معرفية عنيفة لمنع التطرف المستقبلي.

تحديات «الدعاية المضادة»

وتقول الدراسة أيضًا،: «إنه يجب توسيع قاعدة المستهدفين بالدعاية المضادة لداعش واستهداف أولئك الذين لا يهتمون بالجماعات المتطرفة العنيفة "لضمان بقائهم غير مهتمين، مما يؤدي إلى تشويه سمعة الإرهابيين».


وأضافت الدراسة، إن الروايات المضادة المثالية، هي تلك التي تحدد وتستهدف من هم معرضون لتجنيد داعش (أو الجماعات الإرهابية الأخرى) عن الاحتياجات التي يعتقدون أنها ستقابلهم من قبل الإرهابيين.


وتشير الدراسة إلى أنه في حين أننا ندرك العديد من الجهود التي يتم فيها استخدام مقاطع الفيديو المضادة للدعاية الإرهابية، فإننا نعترف أيضًا بأن داعش حاليًا أكثر مهارة من أي منظمة أخرى في إقناع الناس.


عندما يعجب شخص ما بـ«داعش» أو يشاطره أو يوافق عليه بطريقة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المرجح جدًا أن يتم الاتصال به على الفور من قبل مجنّدي داعش الذين يذهبون إلى أبعد مدى للتعرف على احتياجاتهم «المستهدفين».


وتلقى عملية مواجهة دعاية داعش تحديًا كبيرًا، حيث إن التنظيم لا يجند أفراده من خلال الإنترنت فقط فهو في الغالب يتواصل مع المستعدين للتجنيد وجهًا لوجه من خلال عملائه.


وتقول الدراسة إنه من المفترض تدريب العاملين في أدوار الوقاية، مثل المستشارين، وموظفي السجون، والمعلمين والوالدين، وموظفي تطبيق القانون وغيرهم من المتخصصين في الأمن لفهم الطرق التي تعمل بها مجموعات مثل داعش وكيفية استخدام رواياتنا المضادة للرد، وبهذه الطريقة، نحاول إنشاء أسلوب مشابه للتنظيمات من خلال العمل المتصل بالإنترنت وغير المباشر.


وتدير القيادة المركزية الأمريكية فريق عمل على شبكة الإنترنت يتفاعل مباشرة مع المقاتلين ومجنديهم، كما تفعل الحكومة السعودية والاتحاد الأوروبي لكن ليس بشكل كافٍ - طبقًا للدراسة.

 

 

 

 

"