ad a b
ad ad ad

الصدر يضع تياره في أزمة.. احتجاجات سلمية تحولت لاشتباكات بالصواريخ

الأربعاء 31/أغسطس/2022 - 01:19 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

وضع المرجع الشيعي مقتدى الصدر تياره السياسي في أزمة كبيرة بعد أن قرر فجأة الاعتزال وترك الساحة السياسية بشكل نهائي، وطلب عدم التحدث باسمه بعد انسحابه من ساحة السياسة، مما أشعل موجة من العنف الدامي في العاصمة بغداد والمنطقة الخضراء شديدة التحصين، والتي تضم السفارة الأمريكية ومقرات الحكومة، وأعلن الجيش العراقي أن المنطقة الخضراء وسط العاصمة تعرضت للقصف بعدة صواريخ.


الصدر يضع تياره في

ومع ذلك فإن زعيم التيار الصدري بالعراق، خرج في اليوم التالي ليعتذر للشعب العراقي، المتضرر الوحيد مما يحدث، ويقول في مؤتمر صحفي إنه كان يطمع أن تكون هناك احتجاجات سلمية وليس بالسلاح، مجددًا اعتزاله الحياة السياسية، قائلًا «لن أعود إليها نهائيًّا».


وتابع: «أحزنني ما يحدث في العراق، والقاتل والمقتول في الاشتباكات في النار، ووطننا أسير للفساد والعنف، أسير مطأطئ الرأس الآن، وبئست الثورة التي يشوبها العنف.. كنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح، أنتقد ثورة التيار الصدري الآن».


وتصدى مقتدى الصدر لقوى الإطار التنسيقي، وهي كيانات ذات ميليشيات مسلحة متورطة بدماء العراقيين وعمليات فساد كبيرة وساهمت في نهب ثروات البلاد وتعطل بناء الدولة، كما ترتبط أغلب أحزاب ما يسمى بالإطار التنسيقي بعلاقات مقربة من إيران، وتمد الأخيرة كل أسباب الدعم والإسناد للحفاظ على سلامة أذرعها السياسية التي عملت على صناعتها منذ نحو عقدين في العراق.


ويبدو التيار الصدري في مفترق طرق بعد غياب رئيسه وتعرضه لضغوط كبيرة عجز عن وقفها، ولكن ما زالت جماهير التيار الصدري حتى الآن يفتقرون إلى رؤية واضحة عما يراد بتيارهم وعن مستقبل الأزمة السياسية المشتعلة اليوم، وتترقب الجماهير الصدرية الخطوات المقبلة لزعيمهم الذي يبدو أنه يجهز سيناريو مختلفًا على ما جرت به عادته خلال العقدين الماضيين.


ويظهر من خلال هذه التطورات الأخيرة أن فوضى الميليشيات في العراق قد وصلت إلى منحى خطير، وقد ظهر ذلك بوضوح في الاشتباكات الأخيرة التي خاضتها الفصائل المسلحة المؤيدة والمناوئة للصدر في بغداد، مما يلفت النظر إلى خطورة الانفلات الأمني وانفلات السلاح، بينما لا توجد حتى الآن فكرة واضحة عن مستقبل الميليشيات المسلحة بعد غياب زعيمها.

"