لمواجهة الإرهاب.. تغيير في القيادة المحلية بمالي
الجمعة 02/سبتمبر/2022 - 04:58 م
أحمد عادل
أجبرت عمليات تنظيم داعش الإرهابي، في ميناكا شمال شرق مالي، المجلس العسكري الحاكم على تغيير القيادة المحلية للمدينة، بتعيين العميد عيسى تيمبيني، خلفًا للجنرال محمد الحنفي ميغا، في الوقت الذي تصعد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي من عملياتها ضد الجيش المالي وفاغنر الروسية.
الإقالة بعد الفشل
وقرر المجلس العسكري إقالة، «ميغا» لفشله في مواجهة نشاط تنظيم الجماعات الإرهابية، التي تنشط في ميناكا، وخروج تظاهرات من أبناء المدينة تطالب بتغييره.
وتشهد مدينة ميناكا حالة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار منذ بداية مارس 2022 وهجمات متتالية لتنظيم داعش الإرهابي ضد المدنيين، أسفرت عن مقتل أكثر من 1500 مدني وتشريد أكثر من 17 ألفًا آخرين من مناطقهم الأصلية، حسب خبراء محليين.
أزمة كبيرة
وينتمي اللواء عيسى تيمبيني، لقبيلة أو مجتمع «البمبارا» الموجود في جنوب مالي، وليست له علاقة بعرقية «أزواد»، رغم أن ميناكا تعد إحدى المدن الأزوادية، مما يشكل أزمة كبيرة في تعامل القائد العسكري الجديد مع السكان المحليين، وأيضًا استعادة الأمن وثقة أهالي ميناكا بالحكومة الانتقالية في باماكو، حيث إن هناك صراعًا وخلافًا تاريخيًّا بين عرقية «البمبارا» والأزواد، فقد شارك جنود من «البمبارا» في قمع ثورة الطوارق الأولى في إقليم أزواد عام 1960.
وأوضحت تقارير إعلامية أن تغيير القيادة العسكرية في ميناكا، يكشف عن محاولة المجلس العسكري رفع معنويات جنود الجيش المالي، وأيضًا زيادة التنسيق مع القيادة العليا لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
تنسيق وحوار
تغيير القيادة العسكرية لميناكا، لن يكون كافيًا للتصدي للجماعات الإرهابية، بل الأمر يتطلب مزيدًا من التنسيق والحوار بين مكونات السكان المحليين بالولاية المؤثرة وذات الموقع الاستراتيجي، وأيضًا تعزيز قدرات الجيش المالي لطرد الجماعات الإرهابية في البلديات التي سيطرت عليها خلال الأسابيع الماضية.
ويأتي التغيير العسكري في ميناكا، مع تصاعد عمليات جماعة النصرة الإرهابية في وسط مالي، حيث نفذت ثلاث هجمات ضد الجيش المالي والعناصر الروسية في منطقة بوني وتولا التابعة لولاية موبتي وسط مالي، ووقع الهجوم الأول في 16 أغسطس بتفجير لغم أرضي في عربة عسكرية قرب بوني، وفي اليوم التالي تم استهداف رتل عسكري للعناصر الروسية والجيش المالي في نفس المنطقة، والهجوم الثالث يوم 21 أغسطس الجاري، كان في منطقة «تولا».
إرهاب محتمل
ومن المتوقع أن تُصعد ما تسمى جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» ،خلال المرحلة المقبلة، هجماتها ضد الجيش المالي ومجموعة فاغنر، نظرًا لمساعي التنظيم الإرهابي في الحصول على أكبر المكاسب في ظل انسحاب القوات الفرنسية وضعف معرفة المجموعة الروسية البيئة القتالية في مالي.
لكن رغم تصعيد جماعة النصرة هجماتها فإنها تكبد خسائر على الجبهتين، المواجهات مع الجيش المالي، وجبهة تنظيم داعش، حيث تشهد مالي تنافسًا محتدمًا بين التنظيمين الإرهابيين، وفقا لإسماعيل.
أيضًا ليس من الواضح إلى أي مدى تستطيع مجموعة «فاغنر» مواجهة الجماعات الإرهابية في مالي، حتى الآن تصاعدت عمليات التنظيم ولا توجد نقطة مضيئة للمجموعة الروسية لبناء الثقة في مواجهة الجماعات الإرهابية، بحسب الباحث في «مركز راند» الأمريكي للاستشارات الأمنية، مايكل شوركين.
استغلال النزاعات
ويضيف شوركين أن القاعدة وداعش بارعان جدًا في استغلال النزاعات المحلية والمظالم وتحفيز حركات التمرد الشعبي، في المناطق التي تعاني من الصراعات، لذلك نتوقع أن تشهد مالي مزيدًا من العمليات الإرهابية رغم وجود «فاغنر».
ومنذ أكتوبر الماضي، عندما بدأت فرنسا انسحابها من مالي، شنت جماعة النصرة 50 هجومًا على بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما)، مما أسفر عن مقتل 20 من قوات حفظ السلام، وفقًا لمشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها (ACLED) .
ووفقًا لتقرير مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، مقره واشنطن، يوليو الماضي، تصاعد عنف الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل (خاصة بوركينا فاسو ومالي وغرب النيجر) بشكل أسرع من أي منطقة أخرى في أفريقيا، بزيادة قدرها 140 في المائة منذ عام 2020، وسجلت منطقة الساحل 60 في المائة من العمليات الإرهابية في أفريقيا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص، ومقتل نحو 8 آلاف شخص في منطقة الساحل.





