ad a b
ad ad ad

الوافدون من كردستان.. أحد الموارد البشرية لـ«داعش»

الأربعاء 14/سبتمبر/2022 - 07:22 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

يظل الحديث عن خسارة تنظيم "داعش" عناصره الحالية وفقدانه القدرة على تجديد دمائه من الوافدين الجدد، ليس أكيدًا، خاصة بقراءة البيانات والمعلومات الرسمية الصادرة من السلطات الأمنية الكردية، التي أظهرت استمرار التحاق بعض شباب إقليم كردستان بالتنظيم الإرهابي، وسط بروز تساؤلات حول الأسباب والدوافع، على الرغم من أن الإقليم عرف بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، بكونه أكثر مناطق البلاد استقرارًا من الناحيتين الأمنية والخدمية.

ورغم الضربات الأمنية التي توجهها الحكومة العراقية لبؤر تجمع عناصر تنظيم "داعش" في الإقليم والمناطق التي يتواجدون فيها، يواجه أفراد "داعش" تلك الضربات بالبقاء في المناطق الوعرة، مثل الوديان والتلال، لاسيما في مناطق حمرين، ومع ذلك أعلنت القوات الأمنية جاهزيتها للقضاء عليهم، لكنها بحاجة إلى المزيد من المعدات مثل الطائرات المسيرة والاستطلاعات الجوية.

ويركز "داعش" حاليًّا على استقطاب مقاتلين جدد من الأكراد والعرب وغيرهم، لتعويض خسائره التي تلقاها في الفترة الماضية، إذ استعرض التنظيم في أكثر من إصدار مرئي لقطات قادة أكراد يحثون أتباعهم على الانضمام لـ"داعش"، ومنهم أبو دراء الكردي الذي قال إن على الأكراد السعي لإقامة "دولة الخلافة" بدلًا من الدولة الكردية، وقتال الأحزاب الكردية التي تسعى لتأسيس دولة قومية، قائلا إن "داعش" يجمع المقاتلين من جميع الإثنيات والبلدان دون النظر إلى الاعتبارات القومية.

ومؤخرًا، شهدت مدن إقليم كردستان العراق سلسلة عمليات أمنية أسفرت عن اعتقال العشرات أغلبهم من الأكراد ضمن ما يُعرف بالخلايا النائمة لتنظيم "داعش"؛ بهدف وقف وتعطيل عمليات التجنيد المستمرة حتى الآن، والتي أدت في النهاية إلى تدفق أعداد كبيرة من الأكراد واستعدادهم للقتال في صفوف التنظيم.

ويُشار إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد الشباب الأكراد الذين التحقوا بالجماعات المتشددة منذ سيطرة "داعش" على مدينة الموصل العراقية عام 2014.

وبحسب لجنة حكومية شُكلت لمواجهة التطرف الفكري عبر توثيق جرائم "داعش"، فإن أعدادهم وصلت إلى نحو 500 شاب في 2016، ولاحقًا قُتل منهم نحو 350، بينما سلم آخرون أنفسهم للأجهزة الأمنية في الإقليم، بينما مصير البعض الآخر ما زال مجهولًا.

وفق الباحث الكردي، دلير محمد نوري، فإن التطرف في الإقليم سوابق لا يمكن تغافلها؛ فمن قبل ظهور "داعش" كان هناك مجموعة من الدواعش الكرد، في صورة جماعات من قبيل "جند الإسلام" و"أنصار الإسلام" وغيرهما، فضلًا عما ارتُكب من اغتيالات، مضيفًا: نظرة واحدة للقنوات الدينية والخطب اليومية السلفية والإخوانية في الإقليم، تبين كيف ينتشر الفكر الداعشي".

ولفت الباحث الكردي إلى أن الادعاء بكون أغلب عناصر تنظيم "داعش" جاءوا من الغرب هو مغالطة؛ لأن معظمهم من أصول ونشأة إما عربية أو كردية أو إسلامية إخوانية سلفية حصلوا على جنسيات تلك البلدان.

الكلمات المفتاحية

"