وكالة الشتات.. دور مشبوه في تجنيد الشباب لصفوف الاستخبارات التركية
الإثنين 29/أغسطس/2022 - 07:34 م
محمود البتاكوشي
كشفت وثائق سرية، الدور المشبوه الذي تقوم به وكالة الشتات في تجنيد الشباب لصالح المخابرات التركية في كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، إذ تعلن الوكالة من وقت لآخر عن برنامج تدريبي تحت اسم «أكاديمية المناصرة الأمريكية الكندية للشتات»، ولعل آخر ما أعلنت عنه هو البرنامج المقرر عقده في ولاية ماريلاند الأمريكية، بالقرب من واشنطن العاصمة، فى الفترة بين 25 و29 سبتمبر المقبل، بزعم زيادة وعي الشباب الأتراك الناجح بالديمقراطيات الأمريكية والكندية، بحقوقهم، وكيفية نقل مخاوفهم وتطلعاتهم وتوقعاتهم إلى مجتمعاتهم المحلية.
جواسيس من مجتمعات الشتات
ويشار إلى أن الاستخبارات التركية سبق وأن جندت جواسيس من مجتمعات الشتات في أوروبا، باستخدام المنظمات غير الحكومية، ووفقًا لمصدر حكومي، زرع معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا عملاء في العديد من الوكالات الحكومية الرئيسية التي تتعامل مع الأتراك والجاليات المسلمة غير الأتراك في الخارج لإدارة برنامج الفحص والتجنيد.
ويتضمن البرنامج التدريبي المقبل لوكالة الشتات، عددًا من الندوات حول المؤسسات السياسية في الولايات المتحدة وكندا، وعمليات تشكيل السياسة الخارجية والمحلية والمسائل المتعلقة بالمجتمعات التركية الأمريكية والتركية الكندية.
إعلانات مكثفة
كما يتوقع أن يزور المشاركون، البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووزارة الخارجية الأمريكية، كما أنه من المقرر قبول 30 شخصًا في البرنامج، الذي تم الإعلان عنه على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية في الولايات المتحدة.
ويعقد البرنامج التدريبي في مركز «ديانت» الذي أطلقته الحكومة التركية عام 2016 بتكلفة 110 ملايين دولار، ويدير المركز مديرية الشؤون الدينية التركية ديانت، واستضاف العديد من الشخصيات المسلمة الأمريكية، وبما في ذلك أعضاء مثيرون للجدل في جماعة الإخوان.
انتهاك القوانين التركية
جدير بالذكر أن وكالة الشتات تنتهك العديد من القوانين التركية عندما قرر المدققون عدم الامتثال للقواعد في استخدام بند خاص في الميزانية بمبلغ 9.6 مليون ليرة تركية أنفقتها في عام 2017، تحت ستار إدارة المنح التركية YTB التي تزعم أن هذه العمليات الممولة من بند الميزانية الخاص تعتبر حساسة وعاجلة، وأن المستندات ذات الصلة تم الاحتفاظ بها في غرفة آمنة مما يمنع المدققين من التحقق من الامتثال.
ويدير YTB عبد الله إرين الذي كان يشغل منصب نائب رئيس فرع الشباب التابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في إسطنبول، وتم تعيينه من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كجزء من خططه لتحويل الوكالة إلى فرع من حزبه، للتواصل مع مجموعات الشتات الإسلامية والتركية في جميع أنحاء العالم.
وكان إرين عاملًا رئيسيًّا في بناء التحالفات وإيجاد الأشخاص الذين قد يساعدون نظام أردوغان في الترويج لعلامته التجارية بين مجتمعات الشتات، كما عمل عبد الله إرين أيضًا في مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي مؤسسة بحثية للدعاية الحكومية مكلفة بمهمة تبييض ما يفعله أردوغان، من المعروف أنها تعمل كنقطة دخول للوظائف الحكومية.





