ad a b
ad ad ad

زيارة قيادي سلفي تفتح خزانة الذكريات السوداء لدى التونسيين

السبت 27/أغسطس/2022 - 02:11 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

تتحسس تونس طريقها نحو الجمهورية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، في إشارة إلى مسار الإصلاح الذي يتبناه منذ 25 يوليو 2021. 


زيارة قيادي سلفي

وفي إطار تأسيسها للجمهورية تشهد البلاد من وقت لآخر مناقشات وجدالات حول ماهية هذه الدولة وأبرز ملامحها وفقًا لما أقره الدستور الجديد.


أخر تلك المناقشات ما فتحت على خلفية محاضرة ألقاها القيادي المصري في حزب النور السلفي «شريف طه»، بمدينة المنستير الساحلية، حملت عنوان «طفلي لا يحفظ»، الأمر الذي أثار حفيظة داعمي مدنية الدولة، مستنكرين السماح لما وصفوه بـ«المتطرفين» للعمل في الدولة الجديدة.


وقالت جريدة «المغرب» التونسية: «إن زيارة طه لتونس ليس للمحاضرة فقط، كاشفة عن ورود معلومات لديها تفيد بقيامه بافتتاح مركز يدعي "العلم والعمل"».


واللافت أن المحاضرة عقدت في قصر العلوم التابع لوزارة التعليم العالي، ما دفع المؤيدين لمدنية الدولة للتساؤل عن توجهات المؤسسات الحكومية ومدى انتصارها للمدنية.


الطرف الأكثر تنديدًا


المرصد التونسي للدفاع عن مدنية الدولة، كان الطرف الأكثر تنديدًا، قائلًا في بيان: «ان المرصد علم بكامل الاستغراب دعوة الداعية المصري المتطرف شريف طه يونس، وإن المرصد يندد بشدة بذلك»، متابعًا أنه «يذكر قصر العلوم أنه مؤسسة عامة تتبع وزارة التعليم العالي، وأنه جعل لبث الفكر النقدي المتطور الذي يرتكز على العلوم الحديثة وليس لبث الخطب الرجعية وللترويج للكتب الصفراء».


زيارة قيادي سلفي

وعبر بيان المرصد عن الدهشة والتساؤل عما إذا كانت السلطات الإدارية والأمنية، خاصة وزارة التعليم العالي قد سمحت بهذه التظاهرة "أم أنها بمبادرة شخصية من مدير قصر العلوم المعروف بانتمائه السياسي"، بحسب البيان.


وعاد المرصد إلى فتح ملف ما يعرب بـ"اتحاد علماء المسلمين" التابع للقطب الإخواني يوسف القرضاوي، مطالبًا الرئيس قيس سعيد بوضع حد لنشاط الجمعيات التي وصفها بالإرهابية .


ومن جانبهم غرد نشطاء تونسيون على وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن صدمتهم من دعوة السلفى المصري شريف طه تحت حكم الجمهورية الجديدة.


انتماء لحقبة الإخوان


تفسر ردة الفعل العنيفة من قبل التونسيين، العشرية الأخيرة التي عاشتها البلاد وحكمت خلالها حركة النهضة الاخوانية، إذ فتحت تونس في عهد الحركة أبوابها أمام حاملي الفكر المتطرف، كما تورطت «النهضة» في استخدام البلد الخضراء لدعم بعض الميليشيات المسلحة في ليبيا؛ على سبيل المثال. 


ويحسب على تونس في عهد حركة النهضة أنها بدت وكأنها في صف الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، الأمر الذي فسر بأن النهضة تمرر أفكار تنظيم الإخوان من خلال الخارجية التونسية.


وبفعل تلك التجارب دعم التونسيون مسار 25 يوليو باعتباره منقذًا من حقبة الإخوان، وهو ما يفسر الرفض العنيف لاستقبال السلفي شريف طه الذي يذكرهم بالحقبة الإخوانية.


ويتعامل التونسيون برفض شديد مع كل ما يذكرهم بالفترة من 2011 وحتى 2021، إذ شهدت الدولة خلال هذه الفترة تراجعًا على الأصعدة كافة، بحسب مراقبين تونسيين لـ«المرجع».


للمزيد.. تونس تستعد للانتخابات التشريعية لوضع نهاية للمرحلة الاستثنائية

الكلمات المفتاحية

"