ad a b
ad ad ad

صراع النفوذ.. حلف الناتو في مواجهة روسيا على الأراضي الموريتانية

الثلاثاء 30/أغسطس/2022 - 05:28 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
 يولي حلف شمال الأطلسي «ناتو» اهتمامًا أكبر بموريتانيا، وتعزز ذلك خلال قمته التي عقدت في مدريد، نهاية يونيو الماضي، بهدف حماية البلاد من تمدد الفوضى في دول شمال أفريقيا، بالإضافة إلى محاربة الوجود الروسي المتنامي على حدود دول القارة.

وتنظر الدول الأعضاء في حلف الناتو، بقلق إلى الوجود الروسي المتنامي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، وسبق أن نددت العديد من الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، بوجود مرتزقة روس من مجموعة «فاغنر» في مالي وأفريقيا الوسطى.

نفوذ صيني متزايد

يشكل أيضًا النفوذ الصيني المتزايد، في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، لاسيما في المجال الاقتصادي، مصدر إزعاج لدول حلف الناتو، وهو ما يعكس توجهه لتركيز اهتمامه على تلك المنطقة، ولهذا يسعي الحلف لإنشاء قواعد عسكرية على أراضي موريتانيا، لتعزيز حضوره في مواجهة التحديين الروسي والصيني عن قرب.

ووفقًا لخريطة الطريق الاستراتيجية الجديدة التي تم تبنِّيها خلال قمة مدريد، صنّف حلف الناتو روسيا على أنها التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء.

ونددت الوثيقة بالشراكة الاستراتيجية العميقة بين بكين وموسكو، وبمحاولاتهما المتبادلة للتأثير على استقرار النظام العالمي، وأعرب الحلف عن قلقه من النفوذين الروسي والصيني المتزايدين على جناحه الجنوبي، في أفريقيا خصوصًا، محذرًا من خطر زعزعة استقرار هذه المنطقة من العالَم.

وأوضح الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، أن الدول الأعضاء تطرّقت إلى مسألة سعي كلٍ من روسيا والصين إلى تحقيق تقدّم سياسي واقتصادي وعسكري في جنوب نطاق أراضي دول الناتو.

ويعتقد محللون أن ذلك يشكل تحديًا متزايدًا يريد الناتو التصدي له، لا سيما عبر تقديم مزيد من المساعدات لشركائه في المنطقة، وهو ما تأكد عبر خطته لدعم موريتانيا ولمساعدة هذا البلد الأفريقي في ضمان أمن حدوده.

دور نواكشوط 

وقال نائب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والسياسة الأمنية لحلف الناتو، خافيير كولومينا: «دور نواكشوط في منطقة الساحل كبير وضروري لسببين: الأول هو أنها الشريك الوحيد لحلف الناتو في منطقة الساحل، كما أنها الدولة الوحيدة التي يمكنها الوصول إلى بعض أدواتنا بطريقة منهجية لأنهم شركاء».

وأضاف: «السبب الثاني يكمن في أن موريتانيا هي الدولة الوحيدة في الساحل التي تسيطر على أراضيها وحدودها، وهي دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، لذا فإن التعاون معها أفضل في نظر الحلف».

يذكر أن حلف الناتو أعلن في قمته بمدريد، عزمه تقديم حزمة مساعدات إلى موريتانيا دون الكشف عن حجمها أو جودتها، في حين صرح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج بأن تلك المساعدة تهدف إلى دعم جهود موريتانيا في التعامل مع أمن الحدود والهجرة غير الشرعية والإرهاب.

التقارب بين موريتانيا وحلف الناتو 

ويتماشى التقارب بين موريتانيا وحلف الناتو في سياق ما أطلق عليه الحلف في قمة مدريد، المفهوم الاستراتيجي الجديد والصراع المحتدم بين روسيا والغرب بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأثار الوجود الروسي في المناطق الأفريقية مخاوف القارة الأوروبية، في ظل المشهد العالمي المتشكل وفق خريطة جديدة، تحاول موسكو من خلالها لعب أدوار استراتيجية في أفريقيا وآسيا، كما أنه لا شك في أن الوجود الروسي في مالي والمساعدات العسكرية المعلنة لباماكو، أثارت مخاوف حلف الناتو، ما جعل الحلف يعزز ما سماه الجناح الجنوبي للحلف في قمته الأخيرة.

وبالرغم من التوجه الجديد للناتو نحو موريتانيا، لكن علاقة الحلف بـ«نواكشوط» قديمة، وتشمل التعاون والتنسيق في مجالات محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية.

ويعمل الحلف خلال السنوات الأخيرة على دعم موريتانيا في مجالات التدريب العسكري وأن هذا التعاون سيتعزز، وهو ما أكدته القمة الأخيرة للحلف في مدريد، وما أعقبها من زيارات لمسؤولين أوروبيين إلى نواكشوط.

الكلمات المفتاحية

"