ad a b
ad ad ad

أفغانستان ضحية الإرهاب.. معارك متجددة بين داعش خراسان وطالبان

الأحد 21/أغسطس/2022 - 03:41 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
 تعيش أفغانستان على صفيح ساخن، في ظل تحول البلاد إلى  ساحة معركة دموية بين حركة طالبان وتنظيم داعش الإرهابي تحت ولاية «داعش خراسان»، حيث بات التنظيم يمثل تهديدًا حقيقيًّا على استمرار الحركة في الحكم.

تهديد مستمر

وجدد التفجير الذي قتل ما لا يقل عن 21 مصليًا، بينهم رجل دين بارز، وأصاب أكثر من 30 آخرين في العاصمة الأفغانية، مساء الأربعاء17 أغسطس 2022، بحسب مسؤولين في حركة طالبان وسكان، التركيز على التهديد الذي تشكله الجماعة التابعة لتنظيم داعش في البلاد على طالبان.

وقال سكان منطقة خير خانا في كابول: «إن الإمام الذي قتل في التفجير، أمير محمد كابولي، كان إمامًا صريحًا لا ينتمي لأي فصيل».

ولم تتبن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع، الأربعاء 17 أغسطس 2022، لكنه جاء بعد أسبوع على تبني تنظيم داعش ولاية خراسان، المسؤولية عن تفجير قتل رحيم الله حقاني، رجل دين بارز على صلة بـ«طالبان».

ويعتبر ذلك الأحدث ضمن سلسلة هجمات، نسب معظمها لداعش خراسان، منذ وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان منذ عام.

يرتبط تنظيم داعش في الغالب بالعراق وسوريا، حيث سيطر التنظيم المتطرف الوحشي على مساحات شاسعة من الأراضي تحت سيطرة خلافته المزعومة في ذروته نهاية عام 2014.

وشهد داعش، الذي يعرف بعمليات التجنيد العابرة للقارات وشهيته للعنف، تراجع قوته تراجعًا حادًا بعدما طرده التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من آخر أراضيه عام 2019. لكن واصل التنظيم والجماعات التابعة له شن هجمات وإذكاء العنف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وأفريقيا.

و«داعش خراسان» بدأ نشاطه في أفغانستان عام 2015؛ على يد الباكستاني حافظ سعيد خان، الذي كان قد بايع زعيم داعش آنذاك «أبوبكر البغدادي» عام 2014.

وفي الأصل كان يتألف في الغالب من مسلحين باكستانيين ويتمركز إلى حد كبير في ولاية ننكرهار، واستقطب بعض المجندين من طالبان وجماعات متطرفة أخرى.


داعش خراسان

وفي أفغانستان، كانت أقلية الهزارة الشيعية أهدافًا متكررة لهجمات داعش خراسان.

ويقود داعش خراسان ثناء الله غفاري، الذي يعرف أيضًا بشهاب المهاجر، الذي يقال إنه موجود في شرق أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة، وتراجعت هجماته بعد عمليات مكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة في معقل التنظيم في شرق أفغانستان بين عامي 2018 و2020.

ومع ذلك، واصل «داعش خراسان» شن هجمات على الأهداف المدنية مثل المدارس وحفلات الزفاف.

ولـ«طالبان» تاريخ من العلاقات الوثيقة مع تنظيم القاعدة المنافس لتنظيم داعش. وبالرغم من أن قادة طالبان تعهدوا في اتفاق عام 2020 مع الولايات المتحدة بمنع أفغانستان من أن تصبح ملاذًا للجماعات الإرهابية، بدا أن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في كابول يوليو 2022 يشير إلى الروابط المستمرة بين الجماعتين.

وعلى النقيض، اشتبكت طالبان مع داعش خراسان تقريبًا منذ ظهر فرع داعش في أفغانستان للمرة الأولى.

وقبل سيطرة طالبان على السلطة قدرت الأمم المتحدة بأن داعش خراسان لديه نحو 1500 إلى 2200 مقاتل في ولايتي كنر وننكرهار، إلى جانب خلايا صغيرة في أجزاء أخرى من البلاد.

وخلال الشهور التي تلت سيطرة طالبان على البلاد، وسع داعش خراسان نفوذه ليصل إلى جميع ولايات أفغانستان تقريبًا، بحسب ما قالته بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في نوفمبر2021،  كما صعّد أيضًا من وتيرة هجماته، حيث شن تفجيرات انتحارية، وأقام كمائن إرهابية، وارتكب عمليات اغتيال.

وتبنى التنظيم مسؤولية 224 هجومًا في أفغانستان من أغسطس 2021، 30 منها اعتبرت كبيرة، بحسب مجموعة «سايت» للاستخبارات. ومعظمها استهدف تجمعات لطالبان.

وفي نهاية عام 2021، قدم تنظيم داعش الأساسي 500 ألف دولار في شكل تمويل جديد لداعش خراسان، بحسب فريق المراقبة بالأمم المتحدة.


وأقر مسؤول في استخبارات طالبان بأن قتال حركته للإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة أمريكيًّا سمح بفرار الكثير من سجناء داعش.

وتراجعت هجمات داعش خراسان خلال الشتاء ربما بسبب الطقس الشتوي بحسب الأمم المتحدة، أو ربما نتيجة حملة طالبان لمكافحة الإرهاب، بمساعدة الاستخبارات الباكستانية.

وبالرغم من تحسن الأمن بالنسبة لكثير من الأفغان منذ سيطرة طالبان، تُظهر أعمال العنف الأخيرة أن «داعش» لا يزال نشطًا.

وشن داعش خراسان سلسلة من الهجمات في الربيع، وتبنى مسؤولية 80 هجومًا بين أبريل ونهاية يونيو2022، مستهدفًا أقليات الهزارة والصوفية في الغالب، بحسب أحدث تقرير صادر عن المفتش العام لمهمات مكافحة الإرهاب بوزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء 16 أغسطس 2022.


"