انتفاضة نسائية ضد طالبان وردود عنيفة من الحركة
منذ سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان في أغسطس 2021، ظلت تمارس سلطة الأمر الواقع في البلاد، بصورة بعيدة تمامًا عن الاحتواء سواء لمعارضيها التقليديين الممثلين في الأحزاب القديمة أو الشعب نفسه بكل فئاته من غير المنتمين للحركة، وعلى الرغم من التزاماتها المعلنة في البداية بالمحافظة على حقوق الإنسان، فقد وضعت الحركة سياسات تنطوي على تمييز ممنهج تشكل انتهاكًا لحقوق الجميع، ومن بينهم النساء اللاتي يعانين من التضييق والتهميش، الأمر الذي أدى لظهور بوادر انتفاضة نسائية قد تعم أرجاء البلاد.
تقارير دولية
أدرت منظمة العفو
الدولية تقريرًا في 29 يوليو الماضي تحت عنوان "الموت
البطيء: النساء والفتيات في ظل حكم طالبان" قالت فيه: إن حياة النساء والفتيات في أفغانستان تتعرض
للتدمير نتيجة للحملة التي تشنُّها حركة طالبان لقمع حقوقهن الإنسانية.
فمنذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في البلاد في أغسطس 2021، قامت الحركة
بانتهاك حقوق النساء والفتيات في التعليم والعمل وحرية التنقل؛ وقضتْ على نظام
الحماية والدعم المتعلق بأولئك اللائي يلجأن إلى الفرار من عمليات العنف المنزلي؛
واحتجزت النساء والفتيات بسبب ارتكابهن مخالفات صغرى لقواعد تتسم بالتمييز؛ وأسهمت
في ارتفاع معدلات زواج الأطفال والزواج المبكر والقسري في أفغانستان بشكل كبير.
ويُظهر التقرير أيضًا كيف تعرضت النساء اللائي شاركنَ في الاحتجاج السلمي
ضد تلك القواعد القمعية للتهديد والاعتقال والاحتجاز والتعذيب والاختفاء القسري.
انتفاضة نسائية
ومع مرور عام على
استيلاء حركة طالبان على السلطة، ظهرت بوادر انتفاضة نسائية ضد الحركة بعد الضغوط
التي وقعت عليهن من الحركة خاصة حرمانهن من التعليم والوظائف.
وردَّت النساء والفتيات في شتى أنحاء أفغانستان على هذه الحملة القمعية
بموجة من الاحتجاجات، وردًّا على ذلك، استهدفت حركة طالبان المحتجات بمضايقتهن
وإساءة معاملتهن، والقبض عليهن واحتجازهن تعسفيًّا، وتعريضهن لعمليات الاختفاء
القسري والتعذيب الجسدي والنفسي.
وتجمع عشرات النساء أمام وزارة
التعليم السبت 13 أغسطس 2022م احتجاجًا على سياسة الحركة ورفعن شعارات "خبز وعمل وحرية" أمام وزارة التعليم
قبل أن تقوم مجموعة من مقاتلي طالبان بتفريقهن بإطلاق رشقات رصاص في الهواء بعد
حوالي خمس دقائق من بدء التظاهرة.
كما رفع المتظاهرات لافتة كتب عليها "15 أغسطس يوم أسود"- في إشارة إلى ذكرى سيطرة الحركة على السلطة في البلاد العام الماضي- في إطار مطالبتهن بحقوقهن في العمل والمشاركة السياسية، وهتفت المتظاهرات قبل تفريقهن "العدل العدل.. سئمنا الجهل"
تدخل عنيف
وترى الحركة أن
المظاهرات ضدها ليس عملا ممنوعًا من الناحية السياسية والأمنية فقط، بل تعتبره
عملًا خارجًا عن الدين، ومخالفًا لأصوله، باعتباره خروجًا على ولي الأمر الشرعي،
رغم ممارسات الحركة المسلحة ضد النظام السابق ودعمها الجماعات المسلحة خارج
أفغانستان وعلى رأسها فرع الحركة في باكستان.
ويتضح ذلك من خلال
تعامل الحركة العنيف مع الاحتجاجات النسائية الأخيرة، فقد تداول نشطاء أفغان على
مواقع التواصل الاجتماعي التدخل العنيف من قبل الحركة لقمع هذه المظاهرات بالعنف،
وذكر النشطاء أن مسلحي الحركة أطلقوا النار في الهواء بالعاصمة
كابول لتفريق تظاهرة نظمتها نساء يطالبن بالحق في العمل والتعليم بعد نحو عام من
وصول الحركة الإسلامية المتشددة إلى السلطة في أفغانستان.
ووذكرت وكالة فرانس برس أن عناصر الحركة طاردن بعض المتظاهرات اللواتي لجأن إلى المتاجر المجاورة، وضربوهن بأعقاب البنادق، كما صادروا الهواتف المحمولة من المتظاهرات، كما تعرض صحفيون للضرب على أيدي طالبان.





