سوريا.. إقصاء «أبو الفتح» يفتح باب الانشقاقات في «تحرير الشام» من جديد
الجمعة 19/أغسطس/2022 - 11:56 ص
آية عز
حالة انشقاق تضرب ما تعرف بـ"هيئة تحرير الشام" وهى فصيل مسلح عامل في الشمال السوري، تصعدها ممارسات المدعو أبو محمد الجولاني زعيم الهيئة، إذ يقوم بإقصاء منتقدي سياساته، ويتهمهم بالتورط في عمليات قتل، في محاولة منه لتحسين وجه جماعته أمام الغرب، بهدف رفعها من قوائم الإرهاب.
إبعادات متكررة
لم يكن إقصاء عشرات الشخصيات القيادية داخل هيئة تحرير الشام من مواقعهم هو الأول، إذ تم إبعاد الكثير من الشخصيات من مواقعها سابقًا، وأخرى تم إقصاؤها بشكل كامل من صفوف الهيئة، حيث يشكل وجودها خطرًا على مشروع "الجولاني" في إدلب.
وتمثل آخر إقصاء من صفوف الهيئة، في القيادي المصري المدعو "أبو الفتح الفرغلي"، والذي لعب دورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، في تمكين سطوة الهيئة على حساب باقي الفصائل، كما اشتهر بفتاوى القتل وسفك الدماء، ويُعرف أيضًا بأنه صاحب مقولة "اضرب فوق وتحت الرأس".
وشغل "الفرغلي" منصب عضو مجلس الشورى التابع لهيئة تحرير الشام، ويُذكر أنه وجه سابقًا دعوة إلى ما وصفها بأنها "المصالحة العامة في الشام"، مشيرًا إلى أن عدم تحقيق المصالحة سيكون له ثمن غالٍ، داعيًا إلى تقديم الجميع دون استثناء لـ"تنازلات مؤلمة" من أجل المصالحة مهما كان الماضي مؤلمًا والحاضر أسود، على حدِّ قوله حينها.
وسبق أن أفتى "أبو الفتح الفرغلي"، لعناصر "هيئة تحرير الشام" بأن يستخدموا الضرب فوق وتحت الرأس في قتال عناصر "جبهة تحرير سوريا"، بحسب مقطع صوتي مسرب عام 2018.
وجاء في التسجيل المسرب: "كل مَن يقاتل اقتله، اضرب فوق الرأس وتحت الرأس، اقتله نصرة للدين، وحتى لو انهزم لمناطق يقاتلنا منها اقتله، لو كان ينسحب انسحاب أيضًا فاجهز عليه واقتله".
أبو الفتح الفرغلي
إقصاء أم استقالة؟
وأعلن "الفرغلي" استقالته من المجلس الشرعي السلفي على خلفية اتهامه بالخيانة، وبمحاولة شق الصف واشتراكه بمحاولة انقلاب على القيادة، وقال الفرغلي في تغريدة: "بسبب كثرة الأسئلة في المجموعات العامة وعلى الخاص، وقطعًا لدابر الشائعات، تعين أن أبّين أني قدمت استقالتي من المجلس الشرعي لهيئـة تحرير الشام سائلًا المولى أن يوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه".
إلا أن مصادر داخل الهيئة، أكدت أن المجلس الشرعي في الهيئة هو مَن اتخذ قرار فصل "الفرغلي" ونقلة للجناح العسكري، مضيفة أنه رفض تنفيذ القرار ولم يلتزم أيضًا بقرار نقله معللًا ذلك بعدم وجود مبررات منطقية تستدعي نقله وفصله من المجلس، وأنه يمثل كتلة عسكرية تعتبر من الكتل المؤسسة لتحرير الشام.
وكان "الفرغلي" في السابق أحد المقربين من أبي محمد الجولاني، وخصوصًا في الفترة التي تمكنت فيها "تحرير الشام" من القضاء على العدد الأكبر من الفصائل المسلحة بين عامي 2016 و2019.
وخلال عامي 2020 و2021 تماشى أبو الفتح الفرغلي مع الكثير من التغييرات الأيديولوجية والتحولات البراغماتية لتحرير الشام، أهمها الترويج لمسألة إدخال الجيش التركي والتعاون معه من باب فقه المصلحة، وتولى مهمة الترويج لهذه الأفكار في صفوف مقاتلي هيئة تحرير الشام في معسكرات التدريب والثكنات، ولكنه لم يكن راضيًا على الانفتاح المتزايد، وإلغاء جهاز الحسبة، وأبدى معارضته للتغييرات المتسارعة في مختلف قطاعات السلطة الأمنية والعسكرية.





