المرأة الأفغانية بعد عام من حكم طالبان.. تحديات عدة ومستقبل مجهول

مر عام على استيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان، ما يعيد التساؤلات
حول وضع المرأة وما اكتسبته أو خسرته نتيجة سيطرة الحركة على الحكم، إلى جانب
التأثيرات المتعلقة بالتراجعين الاقتصادي والسياسي للبلاد.

تحديات عدة
تتعدد تحديات النساء في أفغانستان بين مواجهة عقائد صلبة وتفسيرات فقهية معقدة، وتراجع اقتصادي يعصف بالمواطنين وظروفهم بشكل عام، إلى جانب التزامات تنظيمية يتعهد بها القادة أمام العناصر الدنيا فيما يخص النساء وملف الأقليات.

قيود طالبان المفروضة على نساء أفغانستان
عاشت البلاد عامًا صعبًا تحت حكم طالبان وبالأخص المرأة، فمع اعتلاء الحركة سدة الحكم حرصت على تبني خطاب إعلامي ناعم يروج لتمسكها بحق النساء في التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية والسياسية الفعالة.
وظهر ذلك جليًا في أول خطاب إعلامي للسلطة الجديدة قدمه المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، إذ أكد ذبيح أن الحركة ستعطي النساء حقوقهن ولكن مع الالتزام بالمعتقدات الاجتماعية الخاصة، وذلك ضمن تطمينات حرصت عليها طالبان بشكل أولي.
ولكن سرعان ما أبدت الحركة وجهها الحقيقي وظهر أن هذه الخطابات لم تكن سوى رسائل سياسية تهدف من خلالها للحصول على الاعتراف الدولي بسلطتها الجديدة، وتهدئة الرأي العام العالمي الضاغط على حكوماته بملف المرأة والأقليات.
أصدرت طالبان عدة قرارات تقيدية لحرية النساء منها تأخير الدراسة للفتيات بالمدارس الثانوية في سبتمبر 2021 بالرغم من بدايتها للبنين، معللة ذلك بالظروف الأمنية غير المواتية، إلى جانب منعهن من السفر دون محرم، والتنبيه على قائدي المركبات بعدم استقلال غير المحجبات.
كما تراجعت أدوار النساء في الإعلام وفي العمل السياسي، إذ لم تضمن حكومة طالبان امرأة واحدة ولم تمثل في أي من المجالس الداخلية لإدارة شؤون البلاد، وفي الملف الإعلامي حرصت الحركة مطلع حكمها على ظهور عناصرها في حوارات متلفزة مع نساء محجبات ثم عادت الشاشات للراجل.
وجردت الحركة النساء من أبسط حقوقهن الشخصية وهي حرية اللباس، فوجودها في السلطة كان كفيلًا بعودة الإقبال على شراء البرقع الأفغاني الشهير تخوفًا من بطش عناصر الحركة، تلك العناصر التي ظهرت في مقاطع مصورة شهيرة روجت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تمزق اللافتات الإعلانية المتضمنة لصور نساء وتشويه واجهات مراكز التجميل النسائية.

كيف تنتصر النساء في أفغانستان؟
لا يوجد أحد يمكنه ضمان المستقبل بشكل محدد لدولة أو فئة ما، ولكن هناك مقدمات يمكن أن تمنح هذه الفئات استقرارًا عبر خطوات معروفة تاريخيًّا، فالنساء في أفغانستان يحتجن لدستور شامل يضمن حقوقهن بشكل مفصل، ثم قوانين تتناسب مع هذه المواد وآليات فعالة للتطبيق، وإرادة سياسية حقيقية تهدف إلى رخاء البلاد وإتاحة الحقوق والمساواة والعدل.
فإذا ما استطاعت أفغانستان عبر إرادة سياسية حقيقية تجاوز أزماتها المتوطنة عقائديًّا واجتماعيًّا ستسطر تاريخًا جديدًا، ولكن في حال بقيت طالبان على حالها تدير دولة بأدوات حركة سرية لم تنضج لمستوى السلطة ستتأثر «كابول» بجميع طوائفها وليس النساء فقط.
إن ما تقدمه الحركة من تعهدات شفوية لا يمكن الاعتداد به دوليًّا، فالولايات المتحدة نفسها تعهدت بحماية حقوق المرأة الأفغانية ثم تخلت عنها توفيقًا لمصالحها الخاصة، ومن ثم فإن أوضاع النساء ترتبط بماهية فهم حقوق الإنسان في البلاد بشكل عام.