العراق والسيناريوهات المستقبلية.. أنصار «الصدر» يقتحمون البرلمان العراقي
السبت 06/أغسطس/2022 - 04:24 م

محمود البتاكوشي
يزداد المشهد السياسي العراقي تعقيدًا يومًا تلو الآخر، حيث اقتحم أنصار التيار الصدري، البرلمان العراقي بمقر الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة والبعثات الدبلوماسية الدولية بوسط بغداد، حاملين لافتات وعبارات مناهضة لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك عقب إعلان الإطار التنسيقي الاتفاق على تولي محمد شياع السوداني منصب رئيس الوزراء، بسبب قربه من نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون، الذي أثار غضب القوى السياسية مؤخرًا بسبب التسريبات والتسجيلات الصوتية التي تضمنت إساءات لعدد كبير من القوى السياسية العراقية، فضلًا عن رفضهم التدخلات الإيرانية.
زيارة سرية
تزامن اقتحام أنصار مقتدى الصدر البرلمان العراقي مع وصول إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، إلى بغداد، في زيارة سرية لعقد اجتماع مع قادة الإطار التنسيقي الشيعي، خاصة نوري المالكي وهادي العامري، وطالبهم خلال اللقاء بالتمسك بترشيح محمد السوداني لرئاسة الحكومة العراقية، وعدم التجاوب مع ضغوط التيار الصدري لتغييره، كما وجه برفض مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبر أحمد، لرئاسة العراق، وأن يدعم التنسيقي مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيس الدولة الحالي، برهم صالح، لتولي فترة رئاسية أخرى، كما طالب بطرد قيادات المنظمة الكردية للحزب الشيوعي الإيراني، وهي إحدى الجماعات المسلحة الكردية، والتي توجد بعض قياداتها في السليمانية، وتتهم إيران المنظمة بالتعامل مع الموساد الإسرائيلي للقيام بعمليات تجسس وتخريب، لضمان نفوذ القوى الموالية لإيران على مفاصل مؤسسات العراق.
الرد السريع
اقتحام البرلمان العراقي أكد أن رد التيار الصدري جاء سريعًا وفاق كل التوقعات، للتأكيد على رفض محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، والاعتراض على تدخلات إيران، إذ جاءت هتافات المؤيدين له خلال تظاهرة تندد بإيران بوضوح، كما أنها رسالة شديد اللهجة لثوار تشرين، الذين كانوا يرفضون القيادات القديمة على اختلافها، والتي هيمنت على الحياة السياسية في العراق منذ الاحتلال الأمريكي.
اقتحام البرلمان العراقي يعد بمثابة إنذار أو تحذير، لجميع القوى السياسية وإيران، إذ طالب مقتدى الصدر أنصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء والبرلمان والعودة إلى منازلهم، بعد أن وصف عملية الاقتحام بثورة إصلاح لرفض الباطل والظلم والفساد، وأنها رسالة أرعبت الفاسدين، مما يؤكد أنه لن يترك الساحة مفتوحة أمام التنسيقي لتشكيل الحكومة حتى في حالة انسحابه من البرلمان العراقي، كما أنه يذكر خصومه بأنه لايزال يمتلك أوراقًا للتأثير إحداها تحريك الشارع، وأكبر دليل على ذلك تصريحات صالح محمد العراقي، المقرب من مقتدى الصدر، إذ أكد أن اقتحام البرلمان كان مجرد «قرصة أذن».
سيناريوهات مستقبلية
اقتحام أنصار مقتدى الصدر للبرلمان العراقي تفتح الباب على مصراعيه للعديد من السيناريوهات حول مستقبل العراق، إذ تنذر بالتصعيد العسكري، عبر تنفيذ زعيم التيار الصدري تهديداته واستخدام أنصاره لتنفيذ اعتصامات مفتوحة في جميع الميادين العراقية مما يؤدي لإرباك وشلل الدولة، وقد يؤدي ذلك إلى قيام الإطار التنسيقي بمحاولة الرد من خلال استخدام ميليشيات الحشد الشعبي لتفريق المتظاهرين بالعنف، وهو ما قد يدفع ميليشيات الصدر للتدخل للدفاع عن المتظاهرين، ومن ثم قد تندلع مواجهات بين الصدر وميليشيات الحشد الشعبي.
ومن الممكن أن يلجأ التنسيقي إلى سحب ترشيح السوداني واستبداله بأسماء أخرى تكون مقبولة من قبل التيار الصدري، أو الإبقاء على مصطفى الكاظمي رئيسًا للوزراء، نظرًا لأنه يحظى بقبول الكثير من التيارات السياسية الداخلية في العراق، لاسيما في ضوء قناعة بعض قيادات التنسيقي بعدم إمكانية تمرير أي مرشح مرفوض من قبل التيار الصدري.