الحد الآخر من سلاح التكنولوجيا.. رؤية اليمين المتطرف لشبكات الـ«5 G»
أصبحت حركات اليمين المتطرف خطرًا يهدد المنطقة الأوروبية والأمريكية لتعدد إشكاليتها خلال المرحلة القليلة الماضية، وتعد الشائعات والمعلومات المضللة من أخطر الإشكاليات التي تثيرها تيارات اليمين المتطرف.
يشهد العالم خلال المرحلة الحالية تقدمًا تكنولوجيًّا متطورًا بات من بديهيات الصناعة والحياة اليومية لمختلف سكان الأرض، ولكن ما تبثه تيارات اليمين المتطرف من شائعات مضللة حول دور التكنولوجيا الحديثة في انتشار الأمراض والأوبئة حول العالم يهدد السلام المجتمعي.
وإن أبرز المتغيرات التكنولوجية التي تشكك جماعات اليمين المتطرف في فوائدها مقابل خطورتها هي شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة، إذ يروج اليمين المتطرف لأنها تسحب الأكسجين من الأجواء، وتتسبب في تلويث الهواء، ومن ثم فهي السبب في حالات ضيق التنفس التي عانى منها البعض بسبب فيروس كورونا الذي ينكرون وجوده، أي أن السبب في أعراض الوباء التي انتشرت مؤخرًا ليس الكورونا ولكنه شبكات الجيل الخامس للمحمول، وفقًا لآرائهم.
اليمين المتطرف والأمن الاجتماعي
تشكل العقائد المضطربة لتيارات اليمين المتطرف تحديًا أمام السلطات الغربية لما تحتويه من تغيير لقواعد المجتمعات التي تستمد قوتها من احترام القوانين وتقبل الجميع مهما كانت درجة الاختلاف، وبالتالي فإن الأفكار الرافضة للمختلفين كأصحاب الديانات الإسلامية واليهودية إلى جانب رفض أصحاب البشرة السمراء وذوي الأصول الأفريقية وغيرهم يفتح المجال لاضطرابات عقائدية تمس السلم الاجتماعي للغرب.
كما أن الدفع بمعتقدات مضللة حول مخاطر التكنولوجيا والتقدم، وتدشين تظاهرات واحتجاجات شوارع للتنديد بشبكات الجيل الخامس، والدعوة إلى مقاطعتها يؤثر على سير العمل الطبيعي بالمنطقة، وذلك لتكوين وجهات نظر سلبية تجاهها من قبل المتعاملين معها إذا ما توافقوا فكريًّا مع اليمين المتطرف.
مخاطر أمنية يغذيها اليمين المتطرف
تشهد الولايات المتحدة حالة أمنية حادة في إطار انتشار اليمين المتطرف، إذ تتيح قوانين البلاد للعامة حمل السلاح، ومع وجود معتقدات متطرفة تتيح تصفية المختلفين تتضاعف المخاطر.
ومن الأمثلة على ذلك، هجوم بافلو الذي راح ضحيته ما لا يقل عن ١٠ أشخاص من أصول أفريقية بعدما فتح متطرف يميني النار عليهم، ما يوضح الأثر المتزايد لخطر اليميت المتطرف على أمن البلاد.
فيما قدمت أحداث اقتحام الكونجرس في ٦ يناير ٢٠٢١ مشهدًا فاصلًا في ضرورة مواجهة اليمين المتطرف، وأن أنشطته لا بد أن توصف بالإرهاب وليس جرائم الكراهية، إذ خلفت أحداث الكونجرس نحو ٤ قتلى وعشرات المصابين جراء احتجاجات قادها اليمين المتطرف لاعتراضه على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أفرزت فوز جو بايدن وخسارة دونالد ترامب.
وفي إطار الإجراءات الحكومية لمواجهة اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت البلاد تدشين وحدة استخباراتية جديدة لتتبع أنشطة التيار والمنتمين له.
ومن المخاوف الأمنية التي خلفها اليمين المتطرف هو احتمالية احتوائه من الأنظمة المعادية للغرب لتنفيذ مخططات استهدافية اعتمادًا على نظرياته الداخلية حول المؤامرات التي تحيكها الحكومات ضد أصحاب العرق الأبيض.





