«ناتو شرق أوسطي».. تحالف جديد يهدد عرش الملالي في إيران
ما زالت إسرائيل تبحث عن أي وسيلة يمكن من خلالها زيادة الضغوط والعقوبات على نظام الولي الفقيه أو الملالي بقيادة المرشد الأعلى «علي خامنئي» لمنعه من تطوير برنامجه النووي من جهة، والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية الموالية له بعدد من دول المنطقة من جهة أخرى، وهذه المرة تعول تل أبيب على الجولة الشرق أوسطية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي «جو بايدن» في الفترة من (13-16) يوليو 2022 إلى المملكة العربية السعودية لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، ثم إلى فلسطين وإسرائيل، آملا في أن تسهم تلك الجولة في تدشين "منظومة دفاع جوي إقليمي" أو ما يُعرف بـ"ناتو شرق أوسطي" ترعاه أمريكا بين إسرائيل وعدد من الدول العربية لمواجهة التهديدات الإيرانية.
رد حاسم
وفي أول رد لنظام الملالي على هذا، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «ناصر كنعاني» وصف في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" 9 يوليو 2022، المساعي الأمريكية الإسرائيلية لتدشين هذا المشروع بـ"المستفز"، قائلًا: " مشروع أمريكا لإنشاء منظومة دفاع جوي إقليمي "استفزازي.. وإيران تنظر إلى هذه القضية من منظور التهديدات ضد الأمن القومي والإقليمي"، مبينًا أن هذا المشروع الهدف الأساسي منه هو ضمان مصالح إسرائيل وتكثيف الحضور الأمريكي بالمنطقة، وهذا بدوره سيؤدي لانتشار الإرهاب، وانعدام الأمن والاستقرار، وجلب التوتر للمنطقة، وفقًا لقوله.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن وسائل الإعلام المقربة من النظام الإيراني التي قالت إن منظومة الدفاع الجوي تلك تعد "إجراءً تهديديًّا"، أطلقت سيلًا من التهديدات، فحواها أنه في حال هدد هذا التحالف الأمن القومي لإيران، فإن الأخيرة ستواجه ذلك بـ"رد حاسم".
ومن الجدير بالذكر، أن مصادر مطلعة إسرائيلية سبق وكشفت عن التعاون مع أمريكا وعدد من الدول العربية لتدشين "تحالف جوي إقليمي" يربط أنظمة الدفاع الجوي للعمل من خلال الاتصالات الإلكترونية عن بُعد، دون استخدام المنظومات نفسها، لمكافحة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في المنطقة، وبينت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا ستتم مناقشته خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى تل أبيب.
وبدوره كشف مسؤولون بالبيت الأبيض، أن إدارة بادين تدرس مع عدد من دول المنطقة خطة دمج الدفاعات الجوية لهذه الدول للتعامل مع التهديدات الإيرانية النووية والصاروخية.
ناتو شرق أوسطي
وحول دلالات هذا المشروع وتداعيات تأثيرها على إيران، أوضح «مصطفي النعيمي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن طهران تدرك حتمية محاصرتها بالدرع الصاروخي للناتو العربي، لذلك تبحث عن تكتيكات مختلفة في إدارة مناطق نفوذ أذرعها، وذلك من خلال المحاولات الحثيثة من أجل ارسال منظومات دفاع جوي لحماية مصالحها خاصة في سوريا.
ولفت «النعيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن خطورة المشاورات الدائرة حول تشكيل "ناتو شرق أوسطي" واستخدام الجغرافيا العربية في استهداف إيران، تكمن في قدرة الأخيرة على فتح جبهات قتالية متقدمة ومصدات أمنية للضغط واستنزاف قدرات الحلف من خلال إشعال المنطقة العربية بصواريخها العبثية التي ستستهدف خطوط إمداد الطاقة إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث تسيطر إيران اليوم بشكل شبه كامل على ميناء طرطوس، وستستثمر تلك النقطة المتقدمة بشكل حتمي في زعزعة أمن الشرق الأوسط.
وأضاف بأن الحلف الذي سينشأ ستكون مهمته دفاعية في المرحلة الأولى والغاية منه ربط منظومات الدفاع الجوي العربية لمواجهة الصواريخ الباليستية العبثية الإيرانية فيما أن قررت الولايات المتحدة أو إسرائيل اللجوء إلى القوة العسكرية لوقف تنامي قدرات إيران النووية من خلال استهداف مباشر لبنك من الأهداف وشل قدرات إيران النووية والباليستية والمخاطر الكبيرة التي باتت تهدد الأمن الإقليمي والدولي لإيران، فخيار حتمية المواجهة بات قريبًا نظرًا للمماطلة الإيرانية والتسويف في مجال المفاوضات وعدم جديتها بالالتزام رغم التعهدات المستمرة بوقف التهديدات لأمن المنطقة العربية والمصالح الدولية.





