عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد إيران.. تصعيد جديد يهدد بقاء عرش الملالي

تتسع دائرة الغضب التي وجد فيها النظام الإيراني نفسه محاصرًا داخليًّا وخارجيًّا، وربما التطور الأخير هو الأخطر بالنسبة لحكومة طهران؛ حيث امتدت الاحتجاجات وتعددت الوقفات المعارضة لتطال سفارات النظام الإيراني بالخارج، بعدما رشقت مجموعة من المتظاهرين، السفارة الإيرانية لدى هولندا بالحجارة، وحاولوا الدخول إليها.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن مواطنين هولنديين من أصول إيرانية، اغتيلوا بهولندا، نظمت عائلاتهم تظاهرة احتجاجية أمام سفارة طهران لدى أمستردام، ورشق بعضهم السفارة بالحجارة ومواد أخرى، فيما تسلق آخرون السياج لمحاولة اقتحام السفارة، وأوقفت الشرطة الهولندية، خلال التظاهرة أربعة أشخاص، بينهم نجل أحمد مولى، مؤسس حركة «النضال العربي لتحرير الأحواز»، التي تعتبرها طهران منظمة إرهابية، والذي اغتيل في 2017.

وعلى الرغم من أن معارضي نظام الملالي، في الخارج، على دراية بوقوف النظام وراء عمليات الاغتيالات، فإن اتهامات رسمية لم توجه من قبل حكومات الدول مسرح تلك العمليات، فإنه مؤخرًا- وفي تطور جديد على المستوى الرسمي- اتهمت أمستردام طهران، بالوقوف وراء اغتيالات مواطنين هولنديين ترجع أصولهم لإيران، على الأراضي الهولندية في الفترة بين 2015 و2017.

من جانبها نفت إيران مسؤوليتها عن تلك العمليات، رافضة الاتهام الهولندي لها باغتيال أعضاء الحركة، معتبرة أن تلك الأعمال وراءها «قوى متآمرة تستهدف الإضرار بالعلاقات الإيرانية الأوروبية» بحسب مزاعمهم، إلا أن الاتحاد الأوروبي بدأ في إقرار عقوبات على أجهزة أمنية إيرانية بسبب عمليات الإرهاب التي نفذتها منظمات تعمل لصالح إيران وتشكل خطورة أمنية على دول الاتحاد، خلال السنوات الماضية على أراض أوروبية، وهو ما دفع إيران إلى اتهام أوروبا بإيواء عناصر إرهابية.

للمزيد.. على لسان وزير خارجيتها.. هولندا تتهم إيران باغتيال اثنين من رعاياها

دبلوماسية مُهددة

وقد شهدت السفارات الإيرانية حالات استهداف خلال العام الماضي في عدة دول؛ حيث أعلنت إيران أن سفارتها في باريس تعرّضت لاعتداء، من قبل عناصر الحزب الشيوعي الكردستاني المعارض، الذي تصنّفه طهران كجماعة «إرهابية»، مشيرة إلى أن الاعتداء نفّذ من قبل «عناصر من حزب كوملة الكردستاني»، كما نقلت عن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» قوله: «يجب على السلطات الفرنسية ضمان حماية الأماكن الدبلوماسية، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية جميع الأماكن الدبلوماسية الإيرانية تحديدًا».

وفي العام نفسه تعرضت السفارة الإيرانية في اليونان إلى هجوم من قبل مجهولين، كانوا يستقلون دراجات نارية ولاذ جميعهم بالفرار بعد الهجوم، كما نقل التلفزيون عن مسؤول بالسفارة الإيرانية في أثينا، بعد وصفه المهاجمين بـ«المشاغبين»، قوله إن مبنى السفارة الإيرانية في أثينا تعرض لهجوم بإلقاء الحجارة والقنابل اليدوية.

للمزيد.. أوروبا تدرج جهازًا مخابراتيًّا وموظفين إيرانيين على قوائم الإرهاب

تصعيد جديد

تشهد هولندا، تصعيدًا غير مسبوق من الجالية الأحوازية والعربية، في الوقت الحالي، إضافة إلى أحزاب سياسية هولندية ضد إيران، وهناك مطالبة من قبل العديد من الأحزاب السياسية بضرورة تصعيد العقوبات، لتصل إلى حد المطالبة بقطع العلاقات نهائيًّا مع الدولة الإيرانية، من منطلق أنها تعبث بأمن المملكة الهولندية وتمارس عمليات اغتيال على أراضيها.

وفى المقابل هناك حالة من الغضب لدى الجالية الأحوازية، نتيجة كشف السلطات الهولندية النقاب بشكل رسمي عن منفذي جريمة اغتيال الشهيد أحمد مولى، التي أكدت السلطات في هولندا «أن جهاز الاستخبارات الإيراني وراء تلك العملية الإجرامية».

للمزيد.. مساعي «الملالي» التخريبية في أوروبا تصطدم بالإجراءات الألبانية

تحولات خطيرة

وفي تصريح خاص لـ«المرجع» قال الباحث في الشأن الإيراني هشام البقلي: إن العلاقات الإيرانية- الأوروبية تشهد تحولات خطيرة خلال الفترة الماضية، وتأتي  تلك التحولات على خلفية الكشف عن الكثير من الأعمال الإرهابية بأوروبا مرتبطة بشكل وثيق بإيران، وزاد الأمر سوءًا بعد تورط مسؤولين دبلوماسيين إيرانيين فى تلك الأعمال الإرهابية».

وأشار «البقلي» إلى أن الهجوم على السفارة الإيرانية بهولندا له دلالات متعددة أولها التوقيت حيث فرضت أوروبا عقوبات جديدة على الاستخبارات الإيرانية.. وهو ما دفع محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية، إلى أن يتهم بعض دول أوروبا بإيواء إرهابيين على أراضيها، في دلالة واضحة لما سوف تحمله الأيام المقبلة من توترات سياسية تنغص العلاقات الإيرانية الأوروبية.