حماس والحوثي.. تهنئة العيد تكشف العلاقة الخفية بين الطرفين وتثير غضب اليمنيين

بين الحين والحين تتكشف العلاقات الخفية التي تربط بين حركة حماس وبين إيران وأذرعها في المنطقة العربية من خلال الزيارات والرسائل المتبادلة بين الحركة وبينها، وكذا الثناء على قيادات الطرفين في المناسبات المختلفة. وكان آخر هذه الرسائل برقية التهنئة التي أرسلتها حركة حماس لميليشيات الحوثي في اليمن بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي أثار حالة من الغضب ضد الحركة المرتبطة بجماعة الإخوان داخل اليمن.

هنية والمشاط

بعث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الخميس الماضي، برقية تهنئة لمهدي المشاط رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" لميليشيا الحوثي، بمناسبة عيد الأضحى.

وبحسب البرقية التي تم تسريبها الجمعة 8 يوليو الجاري، قال إسماعيل هنية: "بمزيد من الحب والاحترام والتقدير، يسرنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعموم أبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، أن نبعث إلى معاليكم وللشعب اليمني الشقيق بخالص التهاني القلبية والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعلى أمتنا بالخير واليُمن والبركة".

وأضاف: "إنها لمناسبة طيبة وسعيدة أن أتقدم لمعاليكم بالتهنئة حيث تعمر جموع المسلمين المسجد الحرام وتشد رحالها لمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتصدح بالتلبية والتهليل والتكبير إلا أن الفرحة لا تزال تفتقر لثالث المساجد وقبلة المسلمين الأولى، إذ لا يستطيع المسلمون شد الرحال إليه والتمتع بحرية العبادة فيه، ولا يزال يئن تحت نير الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، ويحاول هدمه وتهويده وفرض وقائع جديدة فيه، بما يتطلب منا جميعًا وقفة جادة والعمل جاهدين لحمايته وإنقاذه وتحريره، وكشف وإيقاف ممارسات الاحتلال العنصرية بحقه".

وتابع: "نجدد التهنئة لمعاليكم وللشعب اليمني الشقيق، داعين الله لكم بدوام الحفظ والتأييد والرعاية، وأن يحفظ اليمن الشقيق من كل سوء ومكروه، بل ويكتب له دوام التقدم والازدهار".

علاقات مشبوهية

وليست هذه الرسالة هي الأولى بين حماس وبين أذرع إيران في المنطقة العربية، ففي السادس من يونيه 2020م التقى ممثل حركة "حماس" في صنعاء معاذ أبو شمالة، محمد علي الحوثي، في العاصمة اليمنية، ناقلًا تحيات وشكر قيادة حماس إلى الحوثيين، كما قدم له هدية تقدير على مواقفه تجاه الحركة. ونقل تقدير الحركة لما وصفها بالمبادرات التي أطلقها عبد الملك الحوثي، في إشارة للدعوة إلى جمع الأموال، والتي أثارت خلافات شتى لاحقا بين قادة الميليشيا.

وتستغل ميليشيات الحوثي القضية الفلسطينية في جمع الأموال من السكان والتجار في المناطق الخاضعة لسيطرتها باليمين، بزعم دعم حركة حماس والفصائل المسلحة في قطاع غزة، وهو ما كشفته تقارير محلية أكدت نهب الحوثي لهذه الأموال.

وتثير العلاقة بين حركة حماس وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تساؤلات حول طبيعتها، والهدف منها في ظل حديث عن أنها تأتي في إطار التعاون والتنسيق بين الأذرع الإيرانية في المنطقة.

غضب يمني

وأثارات هذه العلاقات حالة من الغضب بين اليمنين الذي وصفوا حركة حماس بأنه غرست خنجرًا في خاصرة الشعب اليمني بمواقفها تجاه الحوثي، وهاجم ناشطون وسياسيون يمنيون حركة حماس عقب تهنئة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية قيادات ميليشيات الحوثي في صنعاء بمناسبة عيد الأضحى، واعتبروها "استفزازًا ودعمًا لقتلة الشعب اليمني".

وأكدوا على مواقع التواصل الاجتماعي أن التهنئة تشير إلى حقيقة تحويل إيران لحركة حماس إلى ذراع لإرباك واستهداف الدول العربية كلها وليس فلسطين فحسب، وتحولها إلى خنجر مسموم ونسخة مشوهة من الحوثي.