ad a b
ad ad ad

باستعطاف القبائل.. «قاعدة اليمن» يعيش لحظاته الأخيرة في أبين الجنوبية

السبت 02/يوليو/2022 - 04:24 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

بعد سبعة أعوام من انحسار عمليات تنظيم «القاعدة في اليمن» واعتماده الهجمات المتباعدة في الجنوب، بفضل دور التحالف العربي لدعم الشرعية، شكلت الهجمات المتتالية مؤخرًا مبعث قلق على تنامي قدرات التنظيم، إذ يعيش لحظاته الأخيرة في المحافظة الجنوبية.

التوحد ضد القاعدة

عاد شبح الإرهاب إلى جنوب اليمن من جديد، وتحديدًا مع مطلع يونيو الجاري، بعد فترة من الهدوء، حيث بدأ تنظيم «القاعدة في اليمن» بحصد الأرواح في عمليات إرهابية دامية، كان أحدثها في محافظتي شبوة وأبين جنوب البلاد، بقتل وإصابة 15 جنديًّا ضمن موجة إرهاب تستهدف القوات العسكرية المرابطة في المحافظتين، حيث استهدف هجوم إرهابي حاجز تفتيش لقوات دفاع شبوة في مدخل مدينة عتق، فيما استهدف كمين مسلح آخر دورية عسكرية أخرى في مديرية أحور في محافظة أبين المجاورة.

ودفعت الهجمات التي شنها «القاعدة»، القوات الأمنية والعسكرية في جنوب اليمن للاستنفار، استعدادًا لبدء معركة وشيكة لا سيما في أبين التي باتت معقلًا لتنظيم القاعدة في استهداف مختلف المحافظات الجنوبية، وأطلقت الشرطة اليمنية، عملية أمنية لتطهير محافظة أبيَن الجنوبية من تنظيم "القاعدة" الإرهابي، ودعت إدارة أمن محافظة أبين في بيان، أهالي المنطقة بجميع أطيافها لدعم القوات المسلحة في معركة التطهير من العناصر الإرهابية.

دعوة الفرقاء 

الأجهزة الأمنية في «أبين»، وجّهت دعوة للفرقاء في المحافظة عسكريًّا وأمنيًّا للتوحد لخوض معركة مرتقبة ضد تنظيم القاعدة، لتتحرك ألوية العمالقة (ألوية مدرعة أسست فى سبعينيات القرن الماضي) على الفور لجمع كبار القادة العسكريين والأمنيين في المحافظة من مختلف الأطراف لتنسيق جهود مكافحة للإرهاب.

وقالت "العمالقة"، في بيان لها، إنها استضافت في مقر قيادتها لحفظ السلام بأبين قيادات عسكرية وأمنية للشرعية وقيادات الحزام الأمني للانتقالي بالمحافظة، لمناقشة عملية التنسيق الأمني المشترك للتصدي لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي يحاول زعزعة الأمن.

وتنتشر وحدات من قوات ألوية العمالقة في أبين منذ أواخر 2020 بإشراف من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وذلك كقوة حفظ سلام بعد أن كانت المحافظة مسرحًا داميًا لمعارك بين القوات الجنوبية والألوية العسكرية الموالية للإخوان.

ضربة مزدوجة للتنظيم الإرهابي

ومن شأن توحيد القوات العسكرية والأمنية جنوب اليمن، خاصة أبين التي تُعَدُّ بمثابة معقل للقاعدة، أن يشكل ضربة مزدوجة للتنظيم الإرهابي وميليشيات الحوثي على حد سواء، والتي دخلت على خط المعركة في تجنيد الخلايا واستهداف العمالقة بشكل رئيسي في أبين.

ويأتي الحراك العسكري والأمني الذي تقوده ألوية العمالقة في أبين بعد وقت قياسي من دعوة الأجهزة الأمنية لخوض معركة الثأر للشهداء في الهجمات الإرهابية.

بدورها، رحبت قيادة قوات الحزام الأمني، بدعوة توحيد الصفوف لمحاربة التنظيمات الإرهابية، مؤكدةً أن تنظيمي "القاعدة" و"داعش" خطر داهم على الجميع، يستوجب توحيد الصف ونبذ الخلافات البينية، مشددة على التوحد للتخلص من الإرهاب، موجهة قواتها في أبين وعدن ولحج لأن تكون على أهبة الاستعداد القتالي، لمواجهة العناصر الإرهابية متى تطلب الأمر، وانتظار التوجيهات لنجدة أبناء المحافظة ومحاربة الإرهاب إلى جانب أمنها العام حتى تطهير جبالها ووديانها وسواحلها من الإرهاب.

استعطاف القبائل

من جهته أصدر تنظيم القاعدة في اليمن، بيانًا استجدى خلاله قبائل وأبناء أبين بعدم الانجرار وراء الدعوات التي تطالب بشن عملية عسكرية ضد مجموعة «أنصار الشريعة» في أبين، موضحًا أن شن أي عملية عسكرية ضد التنظيم ستصب في مصلحة ميليشيا الحوثي.

وجاء بيان «قاعدة اليمن» بعد ساعات من منشورات ورسائل بثها عناصر التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن العملية العسكرية وتطالب الجميع الوقوف مع التنظيم، وعدم نشر أي معلومات تضر به.

البيان جاء ليؤكد المعلومات التي رافقت عملية استهداف جنود محور أبين مطلع يونيو الجاري، بأن الكمين يقف وراءه عناصر تنظيم القاعدة، لكن التنظيم في بيانه تنصل من العملية، وتحدث عن العناصر الذين قاموا به دون الرجوع إلى القيادة.

قيام العناصر بعملية بقرار فردي، يؤكد عن وجود مشكلة في داخل التنظيم بالتواصل بين القيادات التنظيم وعناصره، بالإضافة إلى أن عناصره باتوا يتخذون قرارات لتنفيذ عمليات عسكرية دون توجيه، وهذا يشير إلى فشل كبير من قيادة التنظيم في إدارته، ويتحمل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن المدعو «خالد باطرفي» نتائج ما وصل آليه التنظيم بعد فاقم كل تلك الأزمات مع قيادات الصف الأول والثاني.

وعلى الرغم الخسائر بصفوف الجنود، فإن عناصر تنظيم القاعدة التي شنت أول هجوم واسع من نوعه منذ مطلع العام في شبوة، تلقت ضربة موجعة أثناء المواجهة، حيث سقط عدد من القتلى في صفوفها، وأصيب آخرون بجروح، ثم انتشلت جثث عناصرها، ولاذت بالفرار، حسب مصدر أمني.

وتأتي هجمات التنظيم الإرهابي بعد يومين من اعتراف تنظيم القاعدة الإرهابي بخسارة القيادي البارز في صفوفه المدعو «يونس الشعوري»، الذي لقي مصرعه على يد قوات دفاع شبوة في مدينة عتق في مايو الماضي.

واستغل تنظيم القاعدة الإرهابي خلافات القوى في أبين لتوسيع انتشاره ونطاق عملياته التي استهدف غالبيتها قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية التي تضطلع بشكل رئيسي بمكافحة الإرهاب بدعم من التحالف العربي.

للمزيد: مركز للإرهاب الدولي.. أفغانستان الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة

الكلمات المفتاحية

"