الإرهاب يصعد احتمالات تدخل الجزائر عسكريًّا في العمق المالي
الجمعة 08/يوليو/2022 - 03:09 م
أحمد عادل
أثارت الاعتداءات الإرهابية المتكررة من قبل التنظيمات المسلحة، في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية مخاوف دول الجوار، فعلى الرغم من محاولات مختلف الأطراف المساهمة في القضاء على الجرائم المنتشرة في المنطقة، تبقي الأمور على حالها، ما يهدد بفوضى أمنية قد يصل مداها إلى دول شمال أفريقيا.
رفع الستار عن حقيقة الأوضاع في منطقة الساحل
وجاء خبر مقتل 130 مدنيًّا وتسجيل جرحى بعدد من قرى متجاورة في جمهورية مالي، خلال يونيو 2022، نتيجة هجمات ذكرت مصادر محلية أنها من تنفيذ عناصر إرهابية، ليرفع الستار عن حقيقة الأوضاع في منطقة الساحل، التي تتأزم يومًا بعد يوم، بالنظر إلى ارتفاع المواجهات المسلحة بين الجيوش الحكومية والجماعات الإرهابية، وتوسع دائرة الاعتداءات على المدنيين من طرف شبكات الجريمة المنظمة.
وقالت الحكومة الانتقالية في مالي إن أكثر من 130 مدنيًّا قتلوا في اعتداءات إرهابية وصفتها بـ«الجبانة والبربرية»، وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع بوسط البلاد، مشيرة إلى أن الجناة من جماعة كتيبة «ماسينا» المتطرفة المسلحة استهدفوا سكانًا مسالمين في بلدة ديالاساغو بمنطقة موبتي وبلديتَي ديانويلي وديجساجو المجاورتين.
وأوضحت أنه تم التعرف على عدد من الجناة الذين يقودهم أمادو كوفا، مؤسس وقائد «جبهة تحرير ماسينا» المعروفة باسم "كتيبة ماسينا"، من «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لـتنظيم«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
في المقابل، أعلن الجيش في جمهورية بوركينا فاسو، تحييد ما لا يقل عن 128 إرهابيًّا، مطلع يونيو الجاري، في عمليات عسكرية عدة، مضيفًا في بيان أن هناك عمليات نفذت مع القوات النيجيرية في إطار القوة الإقليمية المناهضة للإرهابيين في مجموعة «دول الساحل الخمس» أو ما يعرف بـ"G5"، التي تشكلت في 2014 من موريتانيا وتشاد ونيجيريا وبوركينا فاسو ومالي.
وضع متردٍ
الوضع المتردي الذي بات سمة منطقة الساحل الأفريقي، دعا الجزائر، إلى مناشدة الاتحاد الأفريقي بـ«رد حازم».
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: «تلك الهجمات الإرهابية ضد السكان العزل تذكّر مرة أخرى بضرورة استئصال تلك الآفة الغريبة على مجتمعاتنا، وكذلك على قيم وإيمان شعب مالي الشقيق».
وأضاف البيان أن الجزائر تشدد على ضرورة التجند الواسع بصفة مستعجلة من أجل القضاء على تلك الآفة، التي ما فتئت تنتشر في قارتنا، كما تؤكد ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي بغية تعزيز قدرات الدولة المالية وسلطتها على كامل ترابها الوطني.
وتعمل الجزائر على إقامة اتفاق تعاون عسكري مع مالي، يشمل عمليات عسكرية مشتركة بين الطرفين، أو منح باماكو رخصة للجزائر لتنفيذ عمليات عسكرية في العمق المالي، على أن تحدد المسافة في إطار الاتفاق.
وفي وقت سابق، دعا وزير خارجية الجزائر رمضان لعمامرة إلى إحداث زخم دولي حول مكافحة الإرهاب، لتأكيد أن ما تواجهه أفريقيا هو تهديد عالمي ليست له حدود، وخطر لا ينبغي ربطه بأي دين أو جنسية.





