جبايات الماشية.. عيدية الحوثي لليمنيين في عيد الأضحي
لا تتواني ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عن استغلال أي مناسبة من أجل فرض جبايات على المواطنين الذين يعانون تدهور أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية تحت قمع وظلم الميليشيا الانقلابية، ومع اقتراب عيد الأضحي المبارك، قام الحوثي كعادته باستغلال هذا وفرض جبايات جديدة على أسعار المواشي سواء أكانت على المشتري أو البائع، الأمر الذي نجم عنه تراجع مبيعات المواشي بشكل كبير.
إتاوات الحوثي
والاتاوت الحوثية الجديدة تنص على دفع ألف ريال على كل رأس من الغنم أي ما يعادل
150 دولارًا، وثلاثة آلاف على العجول، وخمسة آلاف على كل رأس من الثيران، وهذه
المبالغ تعد كبيرة بالنسبة لليمنيين الذين يعيشون على المساعدات الإنسانية القادمة
من المنظمات الدولية المعنية.
وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام يمنية عن عدد من تجار المواشي، قولهم إن
الجماعة الانقلابية ومشرفيها وضعوا يدهم على
الأضاحي واللحوم في مناطق سيطرتهم، ورفعهم للأسعار بهذه الطريقة سيؤدي لتراجع
المبيعات بشكل كبير إلى أقل من النصف وسيكتفي المواطنون فقط بشراء كيلو أو اثنين
من اللحم لأسرته في العيد المقبل، وهناك من لم يتمكن حتى من شراء كيلو اللحم الذي تجاوز
سبعة آلاف ريال، أي ما يعادل 11 دولارًا.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن عددًا من المواطنين كشفوا أنهم ذهبوا لشراء
الأضاحي وبعد دفعهم ثمنها فوجئوا بمشرفي الحوثي المنتشرين بمداخل المدن الواقعة
تحت سيطرتهم، يطالبونهم بدفع إتاوة غير قانونية وتقدر بدفع مبلغ ألف ريال عن كل كبش، وعلى العجل ثلاثة
آلاف والثور خمسة آلاف.
ومن الجدير بالذكر، فإن الشعب اليمني يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة ساهمت
في انتشار الفقر المدقع والجوع وسوء التغذية بالبلاد منذ سيطرة الحوثي على العاصمة
صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، ووضع يدهم ليس على أسعار السلع بل سيطروا على
المساعدات الإنسانية والغذائية القادمة من الخارج، وهو ما جعل اليمن يشكل واحدة من
أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أنه في منتصف يونيو 2022، أصدرت الجماعة المتمردة عدة قرارات
تقضي بفرض رسوم وجبايات جديدة على بعض القطاعات، إذ ألزمت وكالات السفر بدفع رسوم
خدمة المسافرين بحيث لا تتجاوز نسبة 5% من قيمة إجمالي
أي خدمات تقدمها بهدف حماية المسافرين، وقرارًا أخر يلزم شركات الاتصالات في مناطق سيطرتها بدفع 1% من فواتير الاتصالات والإنترنت لتمويل
صندوق مخصص لأسر قتلى الميليشيات وجرحاها.
مخطط حوثي
وحول ذلك، قال باحث الاقتصاد اليمني «عبدالحميد المساجدي» رئيس منتدى
الإعلام والبحوث الاقتصادية، إن فرض الجبايات والإتاوات ينطلق من خطة منهجية لتضخيم
ثروات الحوثيين، وزيادة إفقار اليمنيين، وتستغل الأحداث والمناسبات المختلفة لفرض الإتاوات من دون أي سند دستوري ومن دون أي اعتبار أو مسؤولية للتداعيات الكارثية للجبايات.
ولفت «المساجدي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه مع اقتراب عيد الأضحى
تفرض الميليشيات الحوثية رسومًا جمركية وضريبية إضافة إلى جبايات تحت مسميات عدة على
المواشي الداخلة إلى مناطق سيطرتها، الأمر الذي كان سببًا رئيسيًّا في مضاعفة أسعارها
وعزوف اليمنيين عن شرائها، بعد وصول أسعارها إلى مستويات خيالية حيث وصل سعر الرأس
الواحد من الغنم إلى 150 ألف ريال يمني، ورأس الثور وصل إلى اثنين مليون ريال، وهذه
مبالغ مالية كبيرة تفوق قدرت اليمنيين على دفعها، في ظل حالة الفقر والجوع وانقطاع
الرواتب وتناقص فرص العمل.
وأضاف أنه لتنفيذ مرسوم الجبايات عينت الميليشيات مندوبين خاصين بجباية
الإتاوات في النقاط على مداخل المدن، لتحصيل الجبايات المفروضة على المواشي والتي تأتي بعد نحو شهر من
فرض جبايات مماثلة على الدواجن ما تسبب في ارتفاع أسعار الدواجن لمستويات غير معقولة
حيث وصلت سعر الدجاجة الواحدة وزن كيلو ونص إلى خمسة آلاف ريال وهو ما يعني أن اللجوء
من المواشي إلى الدجاج لم يعد خيارًا متاحًا أمام المواطنين.





