ad a b
ad ad ad

تكثيف هجمات «داعش» على قرى المدنيين في موزمبيق.. ماذا يريد التنظيم؟

الأربعاء 15/يونيو/2022 - 08:03 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

 تعد موزمبيق، جنوب شرق القارة السمراء، إحدى أكثر دول أفريقيا معاناة من الجماعات المسلحة سواء كانت المرتبطة بتنظيمى «القاعدة»، أو «داعش» الإرهابيين، ويتزايد خطر تلك الجماعات لاعتبارات اقتصادية، تجعل هذا البلد مطمعمًا في تمويل العمليات المسلحة محليًّا أو أفريقيًّا بل وعالميًّا أيضًا. في ظل الاضطرابات السياسية والعرقية التي تعاني منها البلاد.

تكثيف هجمات «داعش»
هجمات مستمرة

وتواجه موزمبيق منذ سنوات هجمات متكررة لعناصر التنظيم الإرهابي، الفارين من الشمال، ونجح هؤلاء إلى حد كبيبر في السيطرة على عدد من المناطق، ونفذوا هجمات عنيفة عليها خاصة إقليم كابو ديلجادو شمال البلاد وهي المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي وتمثل مطمعًا كبيرًا للتنظيم وغيره من الجماعات المسلحة.

ويبلغ عدد مقاتلي داعش في موزمبيق التابعين لحركة «الشباب» ما بين (600 و1200) عنصر، وتعتمد الحركة في التجنيد على السكّان المحليين، وتجنّد أيضًا المقاتلين من تنزانيا وجزر القمر، حيث تمتلك إمكانات هائلة في تنزانيا التي يستخدمها الإرهابيون ملجأ في مناسبات عدة.

خسائر اقتصادية

أدت هذه الهجمات المتكررة والعنيفة إلى وقف مشروع الغاز الطبيعي التابع لشركة "توتال" الفرنسية والذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار. وفي الحادي والعشرين من أبريل 2021م، أعلنت الشركة وقف عملياتها في مقاطعة «كابو ديلجدو» في شمال شرق موزمبيق وأكدت إجلاء جميع موظفيها بعد أن هاجمت مجموعات مسلحة مدينة «بالما» الساحلية في 24 مارس، ما أسفر عن مقتل عشرات من المدنيين وأفراد الشرطة والجنود، حيث أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع على بعد بضعة كيلومترات عن مشروع الغاز الضخم في شبه جزيرة «أفونجي».

وأكد اتحاد الجمعيات الاقتصادية في موزمبيق أن مجموعة الطاقة الفرنسية علقت عقودًا مع شركات مرتبطة بشكل غير مباشر بمشروع الغاز بينها شركة إنشاءات إيطالية مكلفة بإعادة إسكان المواطنين الذين غادروا مناطقهم بسبب المشروع وشركة عامة برتغالية مسؤولة عن بناء مطار جديد.
تكثيف هجمات «داعش»
مساعدات عسكرية خارجية

ونظرًا لتصاعد هجمات التنظيم الإرهابي، أرسلت منظمة دول «سادك»، والتي تضم 9 دول أفريقية، قوة عسكرية مشتركة في شهر يوليو 2021، من أجل مساعدة موزمبيق في استعادة السلام وتحقيق الأمن، وطرد مقاتلي «داعش» والمتمردين، ولحق بهذه القوة العسكرية الإقليمية جنود من دولة روندا، وهي دولة مجاورة ولكنها ليست عضوًا في المجموعة الإقليمية (سادك).

وجاء هذا التدخل العسكري، بناء على طلب تقدم به رئيس موزمبيق، فيليبي نيوسي إلى منظمة «سادك» وإلى دولة رواندا أيضًا، من أجل الحصول على «المساعدة العسكرية والدعم الأمني»

تكرار الهجمات

ورغم تلك المحاولات الرامية لكبح جماح التنظيم الإرهابي ومطامعه في استغلال ثروات موزمبيق واعتبارها مركزًا بديلًا لخسارته في سوريا والعراق، إلا أن التنظيم يلعب أيضًا على إرهاب المدنيين وتخويفهم من أجل مغادرة قراهم خاصة المسيحيين.

وخلال الأسبوع الأول من يونيو الجاري شن التنظيم عددًا من الهجمات الإرهابية وارتكب مجازر مروعة في عدد من القرى شرق وشمال موزمبيق.

وأعلن التنظيم الإرهابي مقتل عشرات المدنيين من المسيحيين في كل من منطقة كابو ديلغادو، وقرية ناميتوكو، وكذا قرية بريتوريا، بريميرو دي مايو بمنطقة ميلوكو في كابو ديلغادو.

وأشار في سلسلة بيانات أصدرها على منابره الإعلامية إلى أن المهاجمين أحرقوا منازل المسيحيين وعادوا إلى مواقعهم دون وقوع أي خسائر بينهم، كما نشر التنظيم الإرهابي مجموعة من الصور التي تظهر مدى وحشيته. 

الكلمات المفتاحية

"