خطاب بهلوي.. هل يتمكن وريث الشاه من الإطاحة بنظام الملالي؟
الثلاثاء 07/يونيو/2022 - 04:59 م
إسلام محمد
برزت في إيران مطالبات شعبية بعودة الملكية، والتخلص من حكم الملالي الذي فشل على جميع الأصعدة في القيام بمسؤولياته تجاه الشعب وأوقع البلاد في أزمات اقتصادية خانقة، وطالب المتظاهرون بإنهاء حكم المتشددين واستعادة الوضع السابق قبل الثورة الإسلامية.
واشتعلت تظاهرات حاشدة انطلاقًا من مدينة عبادان جنوب غرب البلاد، وأظهرت مقاطع فيديو بثت على شبكة الإنترنت، متظاهرين غاضبين يحرقون صور المرشد علي خامنئي، داعين إلى عودة رضا بهلوي، نجل شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي (1919 ـ 1980).
بهلوي يظهر فى الصورة من جديد
واستجاب «بهلوي»، الذي يعيش في الخارج، لتلك الدعوات مبديًا استعداده للسعي في تلبيتها، قائلًا: «الشعب أصبح الآن أكثر جهوزية للتغيير أكثر من أي وقت مضى، وأن النظام الحالي عاجز عن توفير الخبز، وهو موشك على الزوال، وقلّما توجد اليوم أسرة في البلاد لم يعتقل هذا النظام أحد أفرادها».
وأكد في مؤتمر صحفي في واشنطن، أن مستوى استعداد الشعب لمواجهة النظام، ومستوى تقاعس النظام وعجزه وصل إلى أقصى الحدود، مطالبًا بالإسراع في إنشاء وسيلة تنسيق لإدارة الإضرابات في إيران.
وشدد «بهلوي» على أن أهم ما يتطلبه الأمر الآن ملء الفراغ بعد انهيار النظام في إيران، موضحًا أن الأوضاع المستقبلية رهن بدور الشعب، لكن هناك حاجة إلى قيادة أيضًا، داعيًا السياسيين للعب دور في مستقبل بلادهم؛ وداعيًا الإيرانيين في الخارج أيضًا إلى عدم السماح للروايات الكاذبة للمدافعين عن النظام في إيران بأن تصبح الرواية السائدة عن البلاد.
خطاب استعراضي
من جهته قال الخبير في الشؤون الإيرانية، مسعود الزاهد، إن خطاب رضا بهلوي بمناسبة أحداث عبادان، أكدت أنه لا يملك خارطة طريق لإسقاط النظام الذي أسقط نظام والده وجده في عام 1979، لأن خطابه لم يخرج عن إطار الشعارات.
وهو لم يعلن استعداده لقيادة المعارضة، لأنه يعرف علم اليقين أن المعارضة لن تقبل بذلك، فمعظم المعارضة وخاصة الشعوب غير الفارسية، ترى أن النظام السابق هو الذي أفسد مطالباتها بالحرية والديموقراطية والمساواة القومية واللغوية والثقافية والسياسية، وذلك من خلال إنشاء نظام ديكتاتوري شديد المركزية، أنهى الكيانات غير الفارسية ذوات الاستقلال الفعلي الداخلي وضمها إلى «دولة الأمة الفارسية الشيعية»، إذ أنه وفقًا للدستور السابق كان الملك هو حارس المذهب الاثنى عشري الشيعي، وذلك النظام الملكي آنذاك جاء على أنقاض الثورة الدستورية التي بدأت عام 1906.
وأضاف الخبير في منشور له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الترحم على رضا شاه تم إطلاقه بشكل عابر وانفعالي في الداخل خلال بعض الاحتجاجات، وهو شعار يكرره البعض لإغاظة النظام الحالي الذي صادر ثورة الشعوب التي أسقطت النظام السابق.
وتابع قائلًا: إن النظام الحالي بقيادة على خامنئي يرث مخزونًا كبيرًا من تجارب المؤسسة الدينية الشيعية، أكسبته عبر تعاطيها مع الأنظمة المتعاقبة منذ الحكم الصفوي قبل خمسة قرون، لذا يرى نظام الملالي فيما تقوم به القنوات الناطقة بالفارسية في الخارج خدمة له ويفرح النظام الديني، عندما يرى وريث النظام الشاهنشاهي لا يقود أي تنظيم حقيقي، ويفرح لمحاولاته مصادرة الاحتجاجات في إيران وخاصة الاحتجاجات الأخيرة في عبادان.
ولهذا السبب فإن معظم القنوات الناطقة بالفارسية المدعومة من حكومات معارضة أو منافسة للنظام الإيراني الحالي، تقع في فخ النظام الإيراني من حيث لا تدري، وتروج لشخص، لا يستطيع إدارة الاحتجاجات، والرجل يؤكد أنه مجرد ناشط، مثله مثل الآخرين وهذا الموقف منه يناقض الصورة التي تسعى هذه القنوات فرضها على الجماهير في إيران.





