الجماعة الإسلامية ومعايير تقييم الغرب للإرهاب في الشرق الأوسط
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، منتصف
مايو 2022، شطب الجماعة الإسلامية في مصر، من لائحة الإرهاب ضمن كيانات متطرفة أخرى شطبتها واشنطن، ما أحدث جدلًا حول عنف الجماعة في الماضي واحتمالات استحداثه مستقبلًا.
نشأة الجماعة وأفكارها
تأسست الجماعة الإسلامية في السبيعينيات من القرن الماضي كخط ظاهر لتطورها، ما يعني أن هذا التوقيت هو بداية ظهورها العلني على الساحة الحركية، أما فترات التشكل والانتشار الحقيقي لأفكارها وأيديولوجيتها يبقى غير متتبع نظرًا للسرية التي تعمل بها تلك الكيانات.
تنتظم الجماعة حول مجموعة من الأفكار
الأساسية أهمها الجهاد لتطبيق أحكام الدين الإسلامي، وعدم الاعتراف بما دون ذلك من
أنظمة، وذلك وفقًا لتفسيرات خاصة بعلماء الجماعة ورؤيتهم الدينية، إلى جانب تأسيس ما يعرف بدولة الخلافة.
أبرز الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها
تورطت الجماعة في هجمات عنيفة تسببت في مقتل وإصابة الكثيرين، ومن أبرز تلك الحوادث عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في السادس من أكتوبر عام 1981، خلال عرض عسكري احتفالًا بذكري انتصارات أكتوبر المجيدة، إذ ترجل عناصر الجماعة، يرتدون زيًّا عسكريًّا، من إحدى العربات المشاركة في الاحتفال وفتحوا النار على المنصة الرئيسية للحضور، ما تسبب في استشهاد الرئيس المصري، وإصابة آخرين، وتورط في تنفيذ الحادث كل من «خالد الإسلامبولي وحسين عباس محمد وعبدالحميد عبدالسلام وعبود الزمر»، وغيرهم.
ونفذت الجماعة في 17 نوفمبر عام 1997
مذبحة الدير البحري الشهيرة فى مدينة الأقصر (تم تحويلها الى محافظة عام 2009)، والذي راح ضحيته ما لا يقل عن 58 سائحًا من جنسيات مختلفة، كما تسبب الحادث في تأثر حركة السياحة في مصر، وهو ما تركز عليه الجماعات الإرهابية
لإنهاك القوى الاقتصادية للحكومات.
فيما تعد عملية مديرية أمن أسيوط من أعنف العمليات التي نفذتها الجماعة الإسلامية، ففي الثامن من أكتوبر عام 1981، وبعد يومين فقط من اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، نفذت الجماعة هجومًا داميًّا ضد مديرية الأمن، راح ضحيته العشرات من جنود وضباط الشرطة، ونفذت الجماعة بالتزامن مع هذا الهجوم الدامي هجمات أخرى على عدد من الأماكن الحيوية لقوات الأمن بالمحافظة، أبرزها مركز شرطة قسم أول أسيوط، ومركز شرطة قسم ثان أسيوط، وقسم مباحث التموين، وأسفرت تلك الهجمات عن سقوط 118 شهيدًا من رجال الشرطة خلال تصديهم لتلك الهجمات الغادرة.
أبرز قيادات الجماعة ومراجعاتها الفكرية
يعد عمر عبدالرحمن (1983: 2017) من
أبرز مفكري وقيادات الجماعة الإسلامية، (توفي في محبسه بالولايات المتحدة الأمريكية)، واعتقل على الأراضي الأمريكية لتورطه في تفجيرات نيويورك
1993، فيما شكل كرم زهدي (1952: 2021) قيادة مهمة للجماعة، إلى جانب ناجح إبراهيم
وعبود الزمر وغيرهما.
وتبقى مبادرة المراجعات الفكرية التي
أعلنها التنظيم في عام 1997 نقطة تحول في تصفية عمله العسكري بالبلاد وإعلان عناصره
دراسة مراجعات مهمة لأيديولوجيات حمل السلاح والعنف المفرط الذي نفذوه بالبلاد.
كيف تقيم الولايات المتحدة الإرهاب
في الشرق الأوسط؟
تتعرض الولايات المتحدة والدول الأوروبية
لانتقادات متكررة بشأن إستراتيجيتها تجاه تسمية الإرهاب، إذ تقرر الدول الغربية
رفع ووضع الكيانات المختلفة على لوائح الإرهاب طبقًا لقوانين تنظيمية، لا تحظى عادة
بالتأييد ذاته في دول الشرق الأوسط التي عانت من عنف تلك الجماعات.
وسبق للولايات المتحدة ورفعت جماعة الحوثي في اليمن من قوائم الإرهاب مطلع عام 2022، ما أثار انتقادات عربية تجاه القرار لما تمارسه
الجماعة من إرهاب ضد دول عربية أبرزها المملكة العربية السعودية
والإمارات، كما رفعت المملكة المتحدة أيضًا "الجماعة الليبية المقاتلة" من قوائم
الإرهاب باعتبارها تمارس ما وصفته لندن «معارضة مسلحة»، في خلط واضح بين المعارضة التي لا تحمل السلاح والعمل العنيف
وبالأخص فيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط.





