ad a b
ad ad ad

«إهانة للمعتقدات».. سينما الملالي تهاجم فيلمًا إيرانيًّا والدولة تهدد صُناعه بمصير سلمان رشدي

السبت 04/يونيو/2022 - 08:47 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

 لا يكف نظام الملالي بجميع مؤسساته عن توجيه الانتقادات إلى السينما الإيرانية في البلاد، خاصة التي تقدم أدوارًا تخالف عقيدة هذا النظام، وهذا ما وقع عندما قامت هيئة السينما التابعة لوزارة الإرشاد الإيرانية في 29 مايو 2022 في إصدار بيان لشن هجوم على فيلم «العنكبوت المقدس» الحائز على جائزة مهرجان «كان» السينمائي، وصناعه، واصفة هذا الفوز بأنه «إهانة للمعتقدات».


«إهانة للمعتقدات»..

تهديدات الملالي


وأطلقت الوزارة الإيرانية تهديدًا إلى صناع هذا الفيلم، بأنهم سيلقون مصير «سلمان رشدي»، الروائي الهندي البريطاني، وصاحب رواية «آيات شيطانية»، ومنذ صدورها عام 1988 أطلق المرشد الأعلي الإيراني الراحل «آية الله الخمئيني» فتوي بإهدار دم «رشدي»، على اعتبار أن رؤيته تخالف العقيدة الإسلامية، ومع ذلك لم تستطع إيران الاقتراب من «رشدي» بسبب علاقتها مع بريطانيا، بل وشجعت المزيد من المواطنين على قراءة تلك الرواية، كما انقلب الغرب عليها ورفض قتلها لحرية الإبداع والمبدعين، فضلًا أن «رشدي» سبق وقال إن روايته أسيء فهمها، وأنها في الحقيقة رواية عن مهاجرين في لندن ينحدرون من جنوب آسيا.


وبجانب ذلك فإن سينما الملالي زعمت أن هذا الفيلم الحائز على جائزة دولية، أنتجه ذهن مشوش لدنماركي إيراني بدعم من قوى «الاستكبار العالمي» في إشارة إلى إسرائيل وأمريكا، وأن الهدف منه الإساءة إلى معتقدات وقيم المسلمين والشيعة، والسير ذاته على «رشدي» في آيات شيطانية.


وتجدر الإشارة إلى أن بيان هيئة السينما جاء بالتزامن مع دعوات إيرانية لحماية المخرجين والفنانين من النظام الحاكم في البلاد، خاصة أن عددًا من الفنانين سبق وأعلنوا دعمهم للمحتجين في جميع أرجاء الجمهورية الإيرانية، الرافضين لسياسة نظام الوالي الفقيه، والتي تسببت في دخول البلاد في دوامة الفقر والبطالة.

 


«إهانة للمعتقدات»..

العنكبوت المقدس


بيد أن فيلم «العنكبوت المقدس» الذي أخرجه الدنماركي من أصل إيراني «علي عباسي»، وقامت ببطولته «زر أمير إبراهيمي» التي تم تكريمها في مهرجان «كان» السينمائي الخامس والسبعين بفرنسا، كأفضل ممثلة في هذا المهرجان، مقتبس من القصة الحقيقية لعملية قتل «سعيد حنايي» الذي تم إعدامه في أبريل 2022، لقيامه بقتل 16 امرأة في مدينة «مشهد» الإيرانية حتى أصبح يلقب بـ«العنكبوت القاتل».


وفي هذا الفيلم فإن «إبراهيمي» تقوم بدور صحفية تحاول خلال أحداث الفيلم حل لغز سلسلة جرائم القتل التي تتعرض لها النساء في مدينة مشهد، وما أثار حفيظة النظام الإيراني أن صناع الفيلم وجهوا انتقادات إلى السلطات الإيرانية لتهاونها وقتها في القبض على «حنايي» والعمل على تصويره كـ«بطل» في إيران، بدلًا من معاقبته على إعدامه النساء دون محاكمة (لأن النظام الإيراني كان يرى أن «حنايي» يقوم بعمل مقدس إذ أنه يقتل النساء العاملين في مجال الجنس)، رغم أن هذه التهمة لم يحاول نظام الملالي إثباتها بحق هؤلاء النساء، ومن هنا جاء تسمية الفيلم بـ«العنكبوت المقدس» على اعتبار أن «سعيد حنايي» كان يقوم بوظيفة مقدسة لدى هذا النظام.


وما تقدم، يؤكد أن نظام الملالي هدفه الأساسي هو مهاجمة أي عمل من دوره الكشف عن الجرائم التي يقوم بها هذا النظام بحق شعبه، وتوجيه «تهمة إهانة المعتقدات» و«إهانة الجمهورية الإيرانية» إلى كل من يقوم بمثل هذا الأمر، وهو ما دفع المجتمع الغربي مرارًا إلى توجيه انتقادات إلى هذا النظام لقتله حرية الرأي والإبداع بالبلاد، وهو ما يدفعه إما باعتقال العاملين بمجال الفن، أو أن يقوم هؤلاء بترك بلادهم خوفًا من قمع النظام لهم.

"