لإنقاذ جماعة الإخوان.. أدوار استراتيجية تلعبها الفروع الغربية للتنظيم
تعرضت فروع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بمنطقة الشرق الأوسط لخسائر متتالية، ما يضاعف الأعباء على الفروع الغربية بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لتعويض شعبية الجماعة، وإعادة رسم خرائطها السياسية.
وتستغل جماعة الإخوان قوانين المنطقة الغربية لتحقيق أهدافها عبر مؤسسات ضخمة استطاعت تأسيسها خلال السنوات الماضية لتنفيذ استراتيجيات التنظيم بالتمدد في المجتمعات، وتطويع قوانينها لخلق استثمارات أكثر ربحًا لإنعاش خزائن زعمائها والمساهمة في الوصول لأهدافها.
خسائر الإخوان في الشرق الأوسط
منيت جماعة الإخوان خلال السنوات الأخيرة بخسائر كبيرة في المنطقة العربية، أبرزها خسارتها للسلطة في مصر عقب الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي على خلفية احتجاجات شعبية معترضة على طريقة حكم الجماعة وتفضيلها أهداف التنظيم على الأجندة الوطنية المصرية، وفي تونس تعرضت الجماعة لاحتجاجات واسعة أدت لإصدار الرئيس قيس سعيد قرارات بحل البرلمان الذي كانت تستحوذ فيه الإخوان على أغلبية المقاعد ما أفقدها ثقل السلطة التشريعية.
وفي الجزائر هزمت الجماعة في الانتخابات البرلمانية هزيمة ساحقة، ولم تستطع الاستحواذ على السلطة التشريعية، وفي ليبيا لا تزال الجماعة غير قادرة على حشد المواطنين إلى صفوفها لاعتراضهم على دورها في تعطيل الحياة السياسية للبلاد.
وإلى جانب خسائر الجماعة في شمال أفريقيا، يتعرض المستوى الأعلى للتنظيم لخلافات واسعة تضرب استقرار التنظيم الدولي على خلفية صراعات حول القيادة بين جبهة إبراهيم منير وجبهة محمود حسين، ما يؤثر على وحدة الصفوف الداخلية، وقدرة الجماعة على الاستقطاب.
مهام فروع الولايات المتحدة لإنقاذ الجماعة سياسيا
وفي ظل الملفات المتضاربة التي تعانيها الجماعة في الشرق الأوسط تبقى فروعها في الولايات المتحدة وأوروبا داعمًا لاستمرارية الجماعة عبر أدوار استراتيجية تلعب لإنقاذ التنظيم، فمن الناحية السياسية والإعلامية يوظف التنظيم فرع الولايات المتحدة لاستمالة صناع القرار الأمريكيين تجاه أجندة التنظيم عبر إصباغ أنشطتهم بصبغة دينية والترويج لوجود خطر على الدين، وبالتالي احتواء السياسيين ممن تعود أصولهم للدين الإسلامي أو الأقليات العرقية.
وتحرص جماعة الإخوان على دعوة النائبة في الكونجرس الامريكي إلهان عمر لأغلب فعالياتها السياسية، وذلك لتحقيق أهدافها بالولوج إلى الطبقة السياسية واستمالة أعضائها لأجندة الجماعة، وإيجاد منطقة مشتركة من المصالح بين الطرفين تخدم التبادل النفعي، فالجماعة بدورها تقدم نفسها كراعي للأقليات ومن ثم يستفيد منها هؤلاء الساسة في ضمان الكتلة التصويتية التي يحتاجونها في الانتخابات والمعارك النيابية كنواب تعود أصولهم للأقليات نفسها.
كما يروج فرع الولايات المتحدة إعلاميًّا لأهداف الجماعة عبر التركيز على الملفات السلبية لدى الأنظمة العربية المناوئة لهم لخلق اضطرابات في المنطقة، وخلق رأي عام داخلي ضاغط على توجهات الحكومة الأمريكية تجاه الحكومات العربية المختلفة مع الجماعة.
أدوار الفروع الأوروبية إعلاميا واقتصاديا
وبدورها تعمل الفروع الأوروبية للجماعة على تنمية الاستثمارات الاقتصادية للإخوان عبر ما يعرف بـ(البيزنس الحلال) وهو توفير مأكولات ومشروبات تتناسب مع قواعد الشريعة الإسلامية إلى جانب احتياجات النساء من ملابس ومستحضرات تجميل، ما يجعل للجماعة مصادر دخل هائلة في المنطقة.
كما أن الحرية القانونية الممنوحة لوسائل الإعلام وتسهيلات الإصدار المرئي والمسموع سهل للجماعة استغلال أوروبا كمنصات لإطلاق المحطات الفضائية والمواقع الإعلامية وبالأخص بريطانيا التي تبث منها الجماعة بعض برامجها، ما يمنحها القدرة على خلق صورة ذهنية خاصة بها تليق بما تريد إبرازه من أحداث عالمية، وكذلك إيديولوجيات توافقية.
وتسهم المؤسسات الإخوانية الراسخة في أوروبا وبالأخص اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا في تنظيم أولويات الجماعة في المنطقة وتوزيع الأدوار بين الزعماء عبر لقاءات متاليية مع قادة الفروع الغربية، ما يعمل على إحداث توازن بين أجندة التنظيم وبين التأثيرات السلبية لحرب الجبهات المتناحرة على قوة التنظيم واستمراريته.
المزيد.. أوجه استفادة الإخوان من إشكالية قوانين مكافحة الإرهاب في أوروبا





