هجمات صاروخية.. أسباب تكرار اختراق الحدود «الطاجيكية ــ الأفغانية»
تسير العلاقة بين حركة طالبان في أفغانستان وجيرانها على وتيرة متسارعة نحو زيادة التوترات على الحدود مع جيرانها، خاصة كلًا من باكستان وطاجيكستان التي شهدت حدودها أول تحركات من جانب عناصر «طالبان» فور استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، على خلاف ما أبدته الحركة في تعهداتها قبل وصولها للحكم، بل وصلت الأمور مؤخرًا إلى حد إطلاق النار على الحدود.
صواريخ من تخار
في الثامن من مايو الجاري أكدت وسائل إعلام طاجيكية إطلاق سبعة صواريخ من طراز BM-1 من منطقة خواجا غار في مقاطعة تخار شمال شرق أفغانستان، باتجاه طاجيكستان، سقط واحد منها في نهر آمو وستة صواريخ أخرى على الأراضي الطاجيكية.
وأفادت مصادر –وفقًا لوسائل إعلام محلية- أن الصواريخ كانت محملة على عربة من نوع سراتش في منطقة «قفلطون» قرب الحدود الطاجيكية وأطلقت على أراضيها.
وأضاف المصدر أنه بعد إطلاق الصواريخ من أفغانستان، فتح حرس الحدود الطاجيكي النار على المنطقة وتمكن المهاجمون من الفرار.
وتصدت القوات الطاجيكية من جانبها للهجوم المسلح، وأطلقت 7 طائرات BM1 من منطقة خواجا غار في ولاية تخار، غارة جوية باتجاه الحدود الأفغانية مع طاجيكستان.
أيادٍ داعشية
تشير أصابع الاتهام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في تلك الهجمات التي لم تكن الأولى من نوعها في الوقت القريب، فقد تعرضت هذه المنطقة الحدودية لقصف مماثل بالصورايخ في وقت سابق، تبناه «داعش»، ولكن لم يعلن أي فرد أو جماعة مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية اليوم على طاجيكستان.
وكانت حكومة طالبان قد صرحت مرارًا بأنها لن تسمح لأي مجموعة بغزو دولة أخرى من هذا البلد.
طالبان وطاجيكستان
بدأت العلاقة بين حركة طالبان في أفغانستان وجمهورية طاجيكستان بحالة من التوترات، خاصة بعد فرار نحو ألف من مقاتلي الجيش الأفغاني التابع للحكومة السابقة نحو الحدود الطاجيكية فور استيلاء «طالبان» على السلطة، الأمر الذي دفع الحركة إلى ملاحقتهم.
وفي يوليو 2021 أي قبل وصول الحركة للسلطة، أعلنت طاجيكستان أن ما يزيد على ألف جندي أفغاني فروا عبر الحدود مع سيطرة طالبان على مزيد من الأراضي في شمالي أفغانستان.
وسيطرت «طالبان» على معظم أجزاء إقليم باداخشان المجاور، بما في ذلك المعبر الحدودي الرئيسي.
وبعد وصول «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان بأقل من شهر، قال «ذبيح الله مجاهد» المتحدث باسم طالبان، إن الحركة أرسلت عناصر القوات الخاصة، إلى ولاية تخار الأفغانية على الحدود مع طاجيكستان.
وأضاف في تغريدة على موقع التواصل «تويتر»: «تم نشر العشرات من مجموعات القوات الخاصة للإمارة الإسلامية في تخار. لقد تم نشر عشرات الآلاف من القوات الخاصة هناك».
وذكر المتحدث باسم طالبان أن الهدف من هذا الإجراء، هو محاولة تحييد التهديدات الأمنية التي تهدد البلاد.





