المسير لــ«طاجيكستان».. «داعش» يواصل إرهابه على الحدود
في الوقت الحالي ينتشر عناصر تابعين لتنظيم «داعش» في المناطق الحدودية بين أفغانستان وطاجيكستان، وذلك من خلال العمليات الإرهابية المكثفة التي قاموا بها في تلك المنطقة، وكانت آخر تلك العمليات قبل يومين، إذ وقع انفجار عبوة ناسفة بالقرب من قاعدة عسكرية أفغانية تقع على الحدود بين الدولتين؛ ما أسفر الأمر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة نحو خمسة آخرين، وفقًا لبيان صادر عن الجيش الأفغاني.
ومن ضمن تلك العمليات، إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الأحداث الدامية التي راح ضحيتها أكثر من 30 شخصًا في أحد مركز الإصلاح في جمهورية «طاجيكستان» الشهر الماضي، وحينها قال التنظيم، عبر أحد المنابر الإعلامية التابعة له: «إن منفذي الهجوم في السجن هم « جنود الخلافة»، حسب وصفه لهم.
المسير لــ«طاجيكستان»
وفي السياق ذاته، نبه «أليكسندر بورتيكينوف»، المدير السابق للاستخبارات الروسية، من خطورة تمركز عناصر تنظيم داعش، في المناطق الحدودية بين أفغانستان وطاجيكستان.
وقال بورتيكينوف، في محاضرة ألقاها أمام قيادات الأمن في دول كومونولث، (الجمهوريات السوفيتية السابقة)، واستضافته العاصمة الطاجيكية دوشانبخ هذا الأسبوع: «إن وجود الآلاف من منتسبي تنظيم داعش في شمال أفغانستان المحاذي للأراضي الطاجيكية، ليس إلا مقدمة لتغلغل التنظيم إلى داخل طاجيكستان وزعزعة استقرارها».
وكان اللافت في أمر واقعة مركز الإصلاح في جمهورية «طاجيكستان» التي حدثت في شهر مايو الماضي، هو «بهروز جولمورود»، وهو ابن قائد سابق للقوات الخاصة في وزارة الداخلية الطاجيكية والذي انضم إلى داعش، وكان أحد منظمي هذه الواقعة، وهذا الأمر يكشف مستوى النفوذ الذي تمكن التنظيم من تكريسه في طاجيكستان خلال الفترة الماضة.
وهو الأمر الذي دفع بعض القوى الغربية منهم روسيا، إلى الاهتمام بهذا الأمر ورفع المستوى الأمني في طاجيكستان؛ بهدف منع أي هجمات وتغلل لعناصر داعش، لأن توغل داعش في طاجيكستان يهدد أمن ومصالح روسيا بحكم ترابط الحدود.
الأهمية والأثر
تعتبر دولة طاجيكستان ضمن البلدان التي يطمع بها الكثير من الحركات الإرهابية؛ بسبب موقعها الجغرافي والحركات الإسلامية بها مثل حزب النهضة الإسلامي (الإخواني)، إضافةً إلى الجماعات المتطرفة الأخرى المتأثرة بالفكر القاعدي وحركة طالبان على وجه الخصوص، ونشطت هذه الجماعات في البلاد بكثافة في بداية تسعينيات القرن العشرين، خاصةً بمنطقة وادي «فرغانة» الواقعة بين أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان.
وكانت طاجيكستان إحدى دول آسيا الوسطى التي سعى داعش إلى تعزيز نفوذه فيها واستقطاب عدد من مواطنيها للانضمام إليه ، وقد أشارت تقديرات أجنبية عديدة إلى أن التنظيم تمكن من ضم ما يتراوح بين 1000 و1400 طاجيكي خلال المرحلة الماضية، وأن عدد الإرهابيين الطاجيك الذين قاموا بتنفيذ عمليات إرهابية كان عددهم كبيرًا مقارنةً بالعناصر الأخرى التي تنتمي لجنسيات مختلفة.
كما تعتبر أحد أهم وأكبر الدول القريبة من أفغانستان، إذ تمكن التنظيم من تأسيس خلايا عديدة تابعة له داخل أفغانستان عن طريق قرب الحدود مه طاجيكستان، ولعل أبرز دليل على ذلك هو أن عدد الطاجيك داخل ما يسمى بـ«ولاية خراسان» زاد بشكل كبير في الفترة الماضية.
على ضوء الأزمة قال المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار الغباشي: «إن تنظيم داعش في القوت الحالي اصيح مثل الغريق الذي يتعلق بأي طوق نجاه، فهو يعلم أن تلك المنطقة هشة أمنيًا وبعيدة عن الأعين، إضافةً إلى أنه يتحرك بها بشكل أساسي منذ الأعوام السابقة، فكل هذه الأمور ساعدته على الانتشار و التوغل في تلك الأرض».
وأكد غباشي في تصريحات لـ«المرجع»، أن طاجيكستان تعتبر من الدول القريبة لأفغانستان، و«داعش» في الوقت الحالي يرغب في تكبير ما يقول عنها بـ«ولاية خراسان»؛ لكي يستطيع من خلال هذا الأمر أن يتوغل في القارة الآسيوية.





