قلق أمريكي من تسريع البرنامج النووي الإيراني وطهران تعلن هزيمة واشنطن
الثلاثاء 03/مايو/2022 - 07:40 م
محمد شعت
رغم توقف المفاوضات التي انطلقت بين طهران والقوى المنضوية في اتفاق 2015 - والتي تضم فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين، في أبريل 2021 وشاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة، بالعاصمة النمساوية فيينا - في 11 مارس الماضي بعد وصولها إلى مراحلها النهائية، فإن واشنطن أعربت مؤخرًا عن قلقها من تسريع إيران وتيرة برنامجها النووي.
وتوقفت
المفاوضات لاسيما مع وجود بعض النقاط العالقة، أبرزها طلب طهران رفع اسم
الحرس الثوري الإيراني من قائمة واشنطن لـ«المنظمات الإرهابية الأجنبية» والتي أدرج فيها في 2019 بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو
الأمر الذي يمثل مأزقًا لإدارة الرئيس الحالي جو بايدن في ظل وجود جماعات
ضغط ترفض أي تنازلات للجانب الإيراني.
قلق أمريكي
ومؤخرًا
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن إيران سارعت لتطوير
برنامجها النووي وخفضت التعاون وأخفقت في التزاماتها منذ انسحاب الرئيس
السابق، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن أحد الأسباب التي
دعت واشنطن للعودة إلى الاتفاق والمسارِ الدبلوماسي، هو ما أشار إليه وزير
الخارجية أنتوني بلينكن من تقلصِ فترةِ احتمال تطوير إيران للسلاح النووي
من عام إلى بضعة أسابيع.
وأعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن قلق الإدارة الأمريكية من تطوير إيران للسلاح النووي.
وصرحت
ساكي قائلة: «نعم بالتأكيد يقلقنا. إذا عدنا إلى الوراء، كما تعلمون،
بموجب الاتفاق النووي الإيراني، كان برنامج إيران مقيدًا بشدة ومراقبته من
قبل المفتشين الدوليين، ومنذ أن انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق، فقد سارعت
إيران بتطوير برنامجها النووي وخفضت التعاون والمفتشين الدوليين وعدم أداء
التزامات الاتفاق النووي الإيراني».
في
السياق ذاته أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء أنّ
الولايات المتحدة ما زالت مقتنعة بأنّ إحياء الاتفاق النووي مع إيران للعام
2015 هو «أفضل سبيل» لمنع طهران من حيازة القنبلة الذرية.
وقال بلينكن أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي «ما زلنا
نعتقد أنّ العودة إلى الاتفاق ستكون أفضل سبيل للردّ على التحدّيات النووية
التي تفرضها إيران، ولضمان أنّ إيران التي تتصرّف أصلًا بعدوانية كبيرة،
ليس لديها سلاح نووي».
هزيمة أمريكية
بالتزامن
مع التصريحات الأمريكية التي تبدو أكثر ميلًا إلى العودة للاتفاق رغم
الشروط الإيرانية، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأربعاء 27 أبريل،
إن الأمريكيين اعترفوا رسميًّا بهزيمتهم أمام بلاده، مؤكدًا أن الأمريكيين
الذين أرادوا ممارسة أقسى الضغوطات على بلاده، من خلال خرقهم للاتفاق
النووي، يعترفون رسميًّا بهزيمتهم المدوية في ممارسة سياسة الضغوط القصوى، في
هذه الآونة.
ووفق
تقارير إيرانية فقد جاءت تصريحات الرئيس الإيراني لدى استقباله ويو فنج،
وزير الدفاع الصيني، في العاصمة الإيرانية، طهران، مشددًا على أن الشعب
الإيراني أثبت إمكانية نيل حقوقه وتحقيق مطالبه العليا بواسطة المقاومة
والصمود.
وأشار رئيسي إلى أن التطورات الجارية إقليميًّا وعالميًّا تبين مدى أهمية
التعاون الاستراتيجي القائم بين بلاده والصين أكثر من أي وقت مضى.
وقال
الرئيس الإيراني إن الأحادية والهيمنة تهدف إلى التحكم بالدول الأخرى ومنع
التنمية الاقتصادية المستدامة في العالم، وأن مناهضة الأحادية وإرساء
الاستقرار والنظم تتوفر فقط من خلال تعاون الدول والقوى المستقلة.





