القتل على المذهب يؤجج الأوضاع الأمنية في إيران
الخميس 12/مايو/2022 - 03:50 م
إسلام محمد
شهدت مناطق في إيران توترات أمنية عقب اغتيال رموز دينية من أقلية أهل السنة والجماعة، ومن الطائفة الشيعية الاثنا عشرية التي تُمَثِّل أكثرية السكان في البلاد.
واشتعل فتيل التوتر حينما لقي اثنان من رجال الدين السنّة في مدينة كنبد كاووس في محافظة غلستان شمال البلاد مصرعهما في حادث غامض، ما أجج مشاعر الاحتقان داخل الطائفة.
وبعد أسبوع من الواقعة السابقة، تعرض ثلاثة رجال دين شيعة للطعن على يد شخص سنّي في منطقة العتبة الرضوية في مدينة مشهد، ما أدى إلى مصرع اثنين منهم تأثرًا بالطعنات.
وتبدو البلاد مقبلة على توترات طائفية إذا استمرت الحالة الراهنة، ما استدعى من مولوي عبد الحميد، مدير الحوزة العلمية لأهل السنّة في مدينة زاهدان، والذي يُعَدّ كبير علماء السنّة في إيران، أن يوجه نداء إلى السلطات من أجل التحقيق في الهجومين.
وعبر خلال خطبة صلاة الجمعة عقب واقعة الاغتيال الأولى عن رفض ما حدث في مشهد وكنبد كاووس، مضيفًا: الشعب الإيراني بمنزلة عائلة واحدة، ونشعر بالقرابة مع البلاد الأخرى في العالم، إذا ارتكب شخص مجنون أو منحرف عملاً غير مناسب، فلا ينبغي أن يحسب ذلك في حساب الجميع.
وحاولت السلطات الإيرانية السيطرة على الوضع واحتواء التوتر بالإعلان عن اعتقال ثلاثة أشخاص يشتبه بضلوعهم في حادث غلستان.
وقال مسؤول السلطة القضائية المحلي إن من تم توقيفه هو قاتل رجلي الدين الذي اعترف بتنفيذ الجريمة، إضافة إلى اثنين من المتواطئين معه ينتمون إلى مدينة «كنبد كاووس»، مبينًا أن رجلَي الدين قُتلا عبر إطلاق نار، وأنه تم العثور على عدة أسلحة في منزل المتهم الأساسي أثناء مداهمته من جانب الأجهزة الأمنية، وأن التحقيقات بينت عدم وجود صلة بين القتلة ومجموعات إرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن النظام الإيراني يمارس سياسة اضطهاد مذهبي عامة على مستوى البلاد لكنها تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي حين تبلغ مستويات كبيرة في غرب وجنوب البلاد، تخفت حدتها بشكل يمكن ملاحظته في شمال الشرق في المناطق التي يمثل فيها طائفة أهل السنة والجماعة أغلبية فيها.
وخلال الفترة الماضية شهدت بعض المناطق ذات الوجود السني اغتيالات غامضة طالت أئمة ودعاة من أهل السنة، وغالبًا ما يوجه الأهالي أصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية التي تحاول إسكات أي صوت مؤثر معارض لتوجهات النظام، خاصه من الأقليات المذهبية كأهل السنة والجماعة.





