اليمن.. الحوثيون يعكرون الأجواء الروحانية للصلاة في شهر رمضان
الثلاثاء 26/أبريل/2022 - 06:20 م
أحمد عادل
تُعَدّ صلاة التراويح أحد الشعائر الدينية الراسخة في شهر رمضان المبارك، إلا أن الحوثيين في اليمن كان لهم رأي آخر في تكدير صفو تلك الروحانيات، وخاصة عند النساء اللاتي يصلين في أماكن منفصلة بالمساجد؛ حيث يستمعن إلى تنبيهات الإمام من خلال مكبرات الصوت؛ إذ تصر الجماعة الانقلابية على إغلاق مكبرات الصوت، والتى تساعد النساء على أداء الصلوات.
ووفقًا لموقع «المشهد اليمني»، فرض الحوثيون أيضًا مبالغ مالية على أي مسجد يرغب في إقامة شعائر صلاة التراويح؛ وذلك بعد موافقة رسمية من رئيس هيئة الأوقاف، التابع للحوثيين، عبد المجيد الحوثي.
ولم تمر أوائل شهر رمضان الحالي إلا وافتتحت بمأساة حول صلاة التراويح؛ إذ قُتل شخصان على الأقل وجُرح آخرون عندما حاولت مجموعة من الحوثيين منع استخدام مكبرات الصوت أثناء الصلاة بقوة السلاح، ما أدى إلى تصدي المصلين لهم؛ لكن مقاومتهم قُوبلت بإطلاق نار وسقوط ضحايا منهم، بينما لاذ المجرمون بالفرار.
إدانة الأزهر الشريف
في عام 2021، أدان الأزهر الشريف قيام الحوثيين بمنع إقامة صلاة التراويح في بعض المساجد بقوة السلاح، وقال بيان صادر عنه: «إن الأزهر الشريف -ومن واقع مسؤوليته الإسلامية العالمية- ليدين بشدة هذا العمل المخالف لمبادئ الأديان».
كما دعت وزارة الأوقاف والإرشاد التابعة للحكومة الشرعية اليمنية أيضًا إلى إدانة اعتداءات الحوثيين التي يمارسونها ضد بيوت الله ومنع المصلين من أداء صلاة التراويح.
زعيم الحوثيون، محمد علي الحوثي، غرَّد ساخرًا من إدانة الأزهر الشريف حينها، قائلاً: «سؤال لعلماء الأزهر الشريف والمغرب العربي وغيرهم من علماء الأمة؛ هل يجوز منع بدعة صلاة التراويح في مساجد الأمة إلا بتصريح قياسًا على منع صلاة الفريضة وغيرها في المسجد الحرام، ومن يخالف يغرم بدفع ألف ريـال سعودي أو ما يقابله من عملات البلد إلا بتصريح؟».
وجاءت ممارسات الحوثيين لعرقلة صلاة التراويح في رمضان، انطلاقًا من حكم الصلاة أساسًا في المذهب الشيعي؛ حيث يعتقد الشيعة أن صلاة التراويح بدعة، بينما يرى أهل السُّنة أنها سُنة.
وعلى الرغم من أن أغلب سكان اليمن في الشمال هم من أتباع المذهب الزيدي الشيعي؛ فإن صلاة التراويح كانت تُؤدى بشكل طبيعي قبل سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وغيرها من مناطق اليمن.
مساعي الحوثيين لاقت -ولا تزال تلاقي- رفضًا شعبيًّا في مناطق سيطرتهم؛ حيث لجأ الكثير من الأهالي إلى الصلاة سرًّا في منازلهم في تجمعات صغيرة تضم أفراد الأسرة وبعض الجيران.
كما اختار آخرون المقاومة، وتعرضوا إلى الاعتداء أو السجن؛ بما في ذلك أئمة المساجد، وفي المقابل حوَّل الحوثيون المساجد إلى أماكن للاجتماع وممارسة شعائرهم الدينية الخاصة، والتي لا تخلو من مضغ القات؛ الأمر الذي يثير سخط وسخرية اليمنيين.
أدوات الحوثيين لإبعاد المواطنين عن صلاة التراويح شملت إذاعة الدروس والخطب والمواعظ التي يلقيها زعماء الجماعة؛ مثل حسين بدر الدين الحوثي، وعبد الملك الحوثي.





