«داعش» و«طالبان» وجهًا لوجه.. التنظيم يحرج الحركة بزيادة ضرباته في أفغانستان
رغم إصرار حركة طالبان فى أفغانستان على التقليل من مخاطر تنظيم داعش الإرهابي، فإن التنظيم يكذب هذا الإصرار يومًا بعد يوم، خاصة منذ مطلع العام الجاري الذي أوقع فيه عشرات القتلى والمصابين في تفجيرات استهدفت المدنيين، خاصة من أبناء الطائفة الشيعية، التي طالما استهدفتها حركة طالبان نفسها في السابق، وتعلن حاليًّا حمايتها بعد استيلائها على السلطة في أفغانستان أغسطس 2021.
التقليل من
مخاطر داعش
أصدرت حركة طالبان بيانًا في 20 مارس الماضي قالت فيه: «إن تنظيم داعش ليس له وجود مادي في أي مكان بأفغانستان»، وأضاف البيان: «نؤكد للأمة وجيراننا والعالم أن داعش لم يعد مصدر قلق في أفغانستان».
ويثير بيان طالبان حول عدم وجود داعش في أفغانستان الكثير من الاتهامات والشبهات حول علاقة الحركة
بالتنظيم، خاصة أن عبدالرحيم مسلم دوست أمير داعش في خراسان كان صرح في وقت سابق بعد
استلاء طالبان على السلطة بأن داعش ليس لديه سبب لمواصلة قتال طالبان.
من جهته، قال الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط في كلمته أمام مجلس النواب الأمريكي في 20 مارس الماضي: إن حركة طالبان فتحت أبواب سجني بل شارخي وبروان، اللذين كانا يؤويان أيضًا أعدادًا كبيرة من مقاتلي داعش، في أغسطس من العام الماضي أثناء سيطرتها على كابول، والتي ضخت موهبة وطاقة جديدة في تنظيم داعش.
وبحسب ماكنزي، فإن طالبان الآن
تجني عواقب هذا القرار قصير النظر للغاية.
التنظيم يحرج
الحركة
مع تقليل حركة طالبان من مخاطر تنظيم داعش إلا أن داعش أحرج الحركة بشكل كبير، خلال أبريل الجاري،
بعد تنفيذ عدد من العمليات الدموية التي استهدفت المدنيين خاصة طائفة الشيعة التي
تعهدت الحركة منذ استيلائها على السلطة في أغسطس الماضي بحمايتهم.
وأعلن داعش مسؤوليته عن تفجير استهدف مسجدا للشيعة في مدينة مزار الشريف شمال أفغانستان، الخميس 21 أبريل وهو التفجير الذي أودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين حسب مسؤول في حركة طالبان والشرطة المحلية.
ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه
الذي تتعرض له تلك الأقلية المسلمة في غضون ثلاثة أيام.
وأعلن التنظيم الارهابي في بيان تناقلته حسابات على تطبيق تيليجرام أن عناصره تمكنوا من إدخال حقيبة
مفخخة داخل المسجد، وقد جرى تفجيرها بعد امتلائه بالمصلين.
وفي سياق متصل، أكد مسؤولون محليون من حركة طالبان وقوع انفجارات في ثلاثة أقاليم أفغانية أخرى، فيما لقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم في انفجار استهدف سيارة تابعة لطالبان في منطقة خوجياني بإقليم نانجارهار في شرق البلاد.
ووقع انفجار آخر في منطقة سار الدورة بمدينة قندوز في الشمال، وأفادت تقارير بأن الهدف منه كان حافلة صغيرة تقل موظفين حكوميين، وقال متحدث باسم شرطة كابول إن طفلين أصيبا في انفجار قنبلة على جانب طريق بالمنطقة الشرطية الخامسة في المدينة.
وتحاول طالبان التقليل من خطر التنظيم الارهابي، وكثّفت مداهماتها الأمنية واعتقلت مئات المتّهمين بالانتماء إليه، وتؤكّد الحركة أنها هزمت التنظيم، لكنّ محلّلين يعتقدون أنّه ما زال يشكّل التحدّي الأمني الرئيس للسلطات الأفغانية الجديدة.
استهداف المراكز التعليمية
قبل حادث مسجد الشيعة في مزار
شريف بيومين استهدف تنظيم داعش عدة مؤسسات تعليمية في أفغانستان وهى مدرسة عبد الرحيم
شهيد الثانوية ومركز ممتاز التعليمي القريب من منطقة داشت بارجي غرب كابول، ما أسفر
عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بجراح.
وأفادت تقارير أن مدرسة عبد الرحيم شهيد الثانوية تعرّضت للانفجارات أثناء خروج الطلاب من فصولهم، وأعقبها انفجار على بُعد بضعة كيلومترات بالقرب من مركز ممتاز للتعليم وأشارت التقارير بأن العديد من الجرحى.
ويذكر أن سلسلة انفجارات وقعت أمام مدرسة للبنات في ذات الحي بالعاصمة كابول في مايو 2021، ما أسفر عن مقتل 85 شخصًا معظمهم من طالبات مرحلة ثانوية وإصابة أكثر من 300.





