«صلاة» مولد «المسلمية».. طقوس هستيرية وممارسات شاذة
الأحد 24/يونيو/2018 - 03:42 م
صلاة مولد المسلمية
آية عز
حالة الغضب والاستنكار، بل والسخرية أيضًا، انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تداول مستخدمي «فيس بوك»، مقطع فيديو يظهر فيه مجموعة من مريدي إحدى الطرق الصوفية، وهم يقومون بالرقص على أنغام الموسيقى، والصلاة بطريقة مخالفة لقواعد الإسلام الصحيحة؛ إذ قاموا بتشكيل صفين من المريدين، وأَمّ أحدهم ويُدعى «وائل المسلمي» وهو نائب شيخ الطريقة، الصلاة وهو يقفز ويتمايل بجسده ورأسه يمينًا ويسارًا، ثم يسقط جالسًا على الأرض فجأة، وهو يُصلي دون الالتزام باتجاه القبلة، معتبرين إياه انتهاكًا واضحًا وصريحًا لآداب الصلاة.
وفور هذا أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية قرارًا بإيقاف نائب الطريقة «المسلمية» بقرية طناح بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر، عن ممارسة أي نشاط صوفي داخل جمهورية مصر العربية، اعتبارًا من اليوم الأحد، وإحالته للتحقيق عما صدر منه من ارتكاب أفعال مخالفة للشرع والقانون، كما قرر إحالة كل من شارك في ارتكاب تلك الوقائع والموثقة بالفيديو للتحقيق، فهو يُعدُّ خروجًا عن المنهج الصوفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله الكريم؛ ما يُعدُّ إساءة إلى جموع أبناء الطرق الصوفية والمسلمين أجمعين، بحسب بيان المجلس.
كما نفى جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والمتحدث الرسمي لها، إقامة الاحتفالات الراقصة بمولد المسلمية داخل أحد المساجد بالدقهلية، معقبًا: «الواقعة قيد التحقيق، والمقام يقع خارج المسجد، والاحتفالات أقيمت داخل سرادق وخارجه».
فيما أكد طه زيادة، رئيس لجنة الأوقاف بمحافظة الدقهلية، أن الطقوس الغريبة والرقص والصلاة عكس اتجاه القبلة، لا علاقة له بالدين والإسلام ولا المجتمع المصري الذي يعرف كيف يعبد الله عبادة تليق بمقام الله ورسوله، وشُكلت لجنة للتوجه إلى هؤلاء الأفراد ومناقشتهم في هذا الفكر المغلوط، إذا كانوا ينتمون إلى فكر معين.
ما المسلمية؟
داخل إحدى القرى في محافظة الدقهلية بالتحديد قرية «طناح»، تلك القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 60 ألف نسمة، يُقام مولد «المسلمية»، ويحتفل به أهالي القرية منذ قرابة 40 عامًا، ويُقام في الأول من شهر شوال من كل عام بالتقويم الهجري، ويأتي له أتباع الطريقة من جميع أرجاء المحافظة الجمهورية.
ينتمي «وائل المسلمي» إلى الطريقة «المسلمية» الصوفية، ونائب للطريقة عن 3 محافظات، هي: الدقهلية، ودمياط، والغربية، وهو خادم لمسجد وضريح محمد المسلمي بقرية «طناح» محافظة الدقهلية.
وتُعد الطريقة المسلمية الخلوتية الأحمدية، إحدى الطرق الصوفية المعترف بها من قِبل المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، وأسست على يد الشيخ «سليم أبومسلم» من 700 عام، وسميت بالمسلمية الخلوتية؛ لأن مؤسسها كانت له خلوة دينية خاصة، وبعيد عن أعين الناس.
ولد الشيخ سليم أبومسلم في بلدة «همذان» الموجودة على الحدود العراقية الإيرانية والمعروفة بأن عددًا كبيرًا من مواطنيها يتبعون المذهب الشيعي وليس السُّني، إضافةً إلى ذلك كانت «همذان» مركزًا مهمًّا من مراكز الشيعة في إيران أثناء وجود الحكم العباسي.
ونزح «أبومسلم» إلى مصر ومعه عدد كبير من أتباعه ومريديه، واستقر في محافظة الدقهلية في قرية «كفر أبومسلم»، وهناك تزوج بأخت الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وأنجب منها 4 ذكور، هم «صالح ومسلم وعبدالله وعلوان»، لكن توفيت زوجته عقب إنجاب نجلها الأخير، فتزوج بعدها شقيقة القطب الصوفي الشهير أحمد البدوي، وأنجب منها بنتين.





