في انتظار المجهول.. السياسة الباكستانية بعد إقالة حكومة عمران خان
الإثنين 18/أبريل/2022 - 06:17 م
عمران خان
محمود البتاكوشي
تشابكت أوراق اللعبة السياسية، في باكستان بالإطاحة المفاجئة بحكومة عمران خان، في 10 أبريل 2022، في جلسة طارئة عقدها البرلمان لسحب الثقة منه، ولم تفلح محاولاته لنزع فتيلها.
إذ حاول، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فرض قوانين الطوارئ والأحكام العرفية، قبل التصويت على إقالته وحجب الثقة عنه في البرلمان الباكستاني، وذلك لتحريك حزبه في البرلمان ولإرجاء التصويت حتى يتمكن من القيام بمخططاته، والتي كان من بينها إقالة قائد الجيش الباكستاني، لاستفزاز القوات العسكرية، وجعلها تقوم بفرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية في البلاد.
وظهر ذلك جليًا في تصريحات وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري عندما صرح قائلاً: « إذا تم فرض الأحكام العرفية على البلاد فإن أحزاب المعارضة ستكون مسؤولة عن ذلك لأنها شاركت في بيع وشراء الأصوات».
كما بعث برسالة إلى أحد زعماء المعارضة مع وزير كبير في حكومته نصها: «إما الأحكام العرفية أو الانتخابات.. لك أن تختار»، ولكن فشلت جهوده وأسند البرلمان مهمة تشكيل الحكومة إلى المعارض شهباز شريف، زعيم حزب الرابطة الإسلامية.
وتؤكد الإطاحة المفاجئة بعمران خان، أن زيارته إلى موسكو عشية بدء الحرب الروسية الأوكرانية، كانت حاسمة، وتعتبر عقوبة أمريكية سريعة، على تقاربه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وإلى أن رئيس الوزراء الباكستاني السابق، كان دائم الانتقاد لسياسات واشنطن تجاه بلاده، وتحولها تدريجيًّا نحو الهند، فضلًا عن العمليات العسكرية الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية وما أدت إليه من ضحايا بالآلاف.
عمران خان، ألمح عقب إقالته مباشرة بالدور الأمريكي في سحب الثقة منه، مؤكدًا وجود وثيقة من مسؤول أمريكي بهذا الشأن، مما يعد تدخلًا سافرًا في شؤون باكستان الداخلية، ومؤامرة عليه وحكومته، على حد وصفه، وعلى دربه أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة انطلاقًا من مصالحها الضيقة تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن هذا ما حدث من دون أدنى خجل في حالة باكستان، حيث مارست واشنطن ضغطًا كبيرًا على عمران خان لإلغاء زيارته إلى موسكو أو اختصارها، وعندما رفض ذلك قررت واشنطن معاقبته، وفجأة التحقت مجموعة من أعضاء حزبه بالمعارضة، وتم التقدم بمذكرة للبرلمان لحجب الثقة عنه.
المعطيات السابقة تؤكد أن شهباز شريف رئيس الحكومة الباكستانية الجديد، سيكون من الصعب عليه إحداث تحول أو تغير في الموقف الباكستاني من الحرب الأوكرانية؛ نظراً لأن ذلك سيكون تأكيدًا لمزاعم عمران خان بشأن وجود مؤامرة خارجية على حكومته المُقالة، ومن ثم يؤدي ذلك إلى تآكل في شرعية حكومة شريف، وربما ينفض من حولها ليس فقط أنصارها في الشارع، وإنما داخل البرلمان ذاته، مما يجعلها عُرضة لما حل بحكومة خان.
كما أن حكومة باكستان لا يمكنها التضحية بهذه السهولة بعلاقاتها مع روسيا، وخاصة أنها رفضت في وقت سابق إدانة موسكو، وامتنعت عن التصويت على القرارات التي أدانت روسيا في الأمم المتحدة، وطبعًا لم تنضم لقائمة الدول التي فرضت عقوبات على موسكو، كما أن تحول موقفها قد يثير المخاوف لدى الصين.





