حرية تداول السلاح في الولايات المتحدة تُعقد إشكاليات الإرهاب والتناحر العرقي
الجمعة 15/أبريل/2022 - 12:48 م
نهلة عبدالمنعم
أطلقت وزارة الداخلية الأمريكية صفة "إرهابي" فيدرالي على منفذ هجوم مترو بروكلين، الذي أصاب حوالي ١٠ أشخاص بأعيرة نارية ولا يزال البحث الأمني جاريا حول المعلومات الخاصة بالانتماءات التنظيمية للمنفذ.
ويدعى منفذ الهجوم فرانك آر جيمس ويبلغ من العمر 62 عامًا، وقد هاجم القطار بقنابل دخان ثم أعيرة نارية بلغ عددها 33 رصاصة بعيار 9 ملم عبر سلاح اشتراه من متجر مرخص بأوهايو عام 2011.
ونقل موقع abc الإخباري في 13 أبريل 2022 عن أجهزة التحقيق أنها وجدت مقاطع مصورة وتدوينات على حساباته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي حول إدانة الجرائم ضد أصحاب البشرة السمراء.
تداول السلاح وإشكالية انتشار العنف في الولايات المتحدة
تمنح قوانين الولايات المتحدة الحرية للمواطنين من أجل شراء الأسلحة النارية وبيعها، وكذلك فتح متاجر للتداول بشأنها، وذلك لأسباب مختلفة تخص طبيعة التطور السياسي والاجتماعي للبلاد.
وقد تسببت حرية تداول السلاح في الولايات المتحدة في وقوع العديد من العمليات الإرهابية منها ما صنف كإرهاب ومنها ما تم تصنيفه كحوادث عنف، ما أعاد الحديث حول قوانين تداول السلاح في البلاد والأشخاص المسموح لهم بحملها.
وفي هذا الصدد، يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في القاهرة، سعيد صادق في تصريح لـ"المرجع" إن أزمة حمل السلاح في الولايات المتحدة وما نتج عنه من نسب مرتفعة من القتل والعنف يعود إلى إشكالية دستورية تتعلق بمواد الدفاع عن النفس وتأمين الممتلكات الشخصية، مشيرا إلى أن حل هذه الأزمة يحتاج إلى إعادة هيكلة القوانين الخاصة بهذا الملف لتجنب حوادث العنف.
اليمين المتطرف ومظلومية ذوي البشرة السمراء
عانت البلاد من ارتفاع حاد في نفوذ اليمين المتطرف والذي تجلى في حادثة اقتحام مبنى الكابيتول هيل في 6 يناير 2021، إذ اقتحم مؤيدو الرئيس السابق دونالد ترامب، الكابيتول، اعتراضا على خسارة مرشحهم وفوز جو بايدن المرشح الديمقراطي برئاسة البلاد.
وخلفت عملية الاقتحام جرحى وقتلى، ما سلط الضوء حول خطورة مجموعات اليمين المتطرف وتطور آليات التواصل فيما بينهم وقدرتهم على الحشد.
وكانت جماعة "براود بويز" أبرز الجماعات التي قادت هذا الهجوم ما اضطر السلطات الأمريكية لاعتقال قائدها، كما تحركت كندا وأعلنتها جماعة إرهابية خوفا من امتدادها إلى داخل البلاد.
وتبقى إشكالية ذوي البشرة السمراء محل جدال في البلاد، فعقب عملية الاعتقال الوحشي التي تعرض لها المواطن صاحب الأصل الأفريقي "جورج فلويد" في مدينة مينا بوليس بولاية مينسوتا، وما أفرزته من حملات مثل حياة السود مهمة، فإن تضارب الاتجاهات المتطرفة يضر بأمن البلاد تحت وطأة الصراع بين الجبهات المتناحرة التي تشعر بداخلها باستمالات الظلم والقهر.
وفي ظل حرية تداول السلاح في الولايات المتحدة تبقى إشكالية التناحر العرقي والمذهبي ذات أبعاد خطيرة على أمن المجتمع، إذ تسهل من عملية تحول الأفكار إلى أفعال ملموسة على الأرض وتعطيها غطاء دستوريا وعمليا، فيما تسهم إشكالية تضارب التعريفات في تعقيد المشهد، إذ عاشت البلاد لفترة لا تعترف بإرهابية الحادثة إلا إذا وقعت من تيارات بعينها تحت وطأة أبعاد فكرية دينية مع تغافل لباقي هجمات التطرف الأخرى والتي كانت توصف كحوادث عنف، إلا أن حادثة الكابيتول هيل سلطت الأضواء على ضرورة مواجهة التيارات الأخرى.
المزيد.. إخوان أمريكا يستغلون شهر رمضان لمضاعفة حصيلة التبرعات





