إخوان أمريكا يستغلون شهر رمضان لمضاعفة حصيلة التبرعات

يمثل شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لجمع الأموال بالنسبة لجماعات الإسلام السياسي، وذلك تحت بند التبرعات للإفطار وإطعام الطعام وجمع زكاة المال وغيرها من أبواب الإنفاق، ويبقى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان فرع الولايات المتحدة الأمريكية أبرز الفاعلين في هذا الصدد.

استطاعت جماعة الإخوان بناء إمبراطورية مترامية المؤسسات داخل الولايات المتحدة، تستخدمها لتنفيذ أجندتها الرامية إلى الانتشار بين طبقات المجتمع الدنيا حتى الوصول إلى الساسة وصناع القرار، إلى جانب بناء قاعدة شعبية من المهمشين والمغتربين ممن يجدون في الجماعة عونًا لاحتياجاتهم بشكل ممنهج، إذ تعمل الجماعة على حاجة المهاجرين ومجتمع الأقليات لاستقطابهم إلى صفوفها.

فيما منحت الحرية الأمريكية مقدارًا واسعًا لجماعة الإخوان من أجل تأسيس شراكات اقتصادية وأعمال تجارية يستخدموها في تمويل احتياجات المرغوب في استقطابهم لأيديولوجية الجماعة، كما مكنت هذه المشروعات الاقتصادية جماعة الإخوان من خلق فرص عمل للمهاجرين لكي تكون الجماعة أول يد مساعدة للمهمشين ما يزيد من مشاعر الامتنان تجاهها سواء أيديولوجيا أو حتى تجاه قادتها.

تبرعات رمضان تنعش مؤسسات إخوان أمريكا

يشكل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أبرز وأهم مؤسسة للإخوان في الولايات المتحدة، فمع قدوم شهر رمضان خصص الموقع الإعلامي لكير مساحة إعلانية خاصة للتبرعات، داعيًا أتباعه لتقديم زكاة أموالهم للمجلس الذي يساعد المحتاجين، مقدمًا فتوى حول شرعية التبرع بزكاة المال للجمعيات الخيرية.

وأعلن الموقع الرسمي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أنه يهدف إلى جمع تبرعات تصل قيمتها إلى ٢٥٠ ألف دولار خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، وأنه قد وصل بالفعل في ٥ أبريل ٢٠٢٢ أي بعد مرور ثلاثة أيام من الشهر إلى ١٠٣ آلاف دولار، مشجعًا المتابعين على التبرع للمجلس.

لم يكن رمضان ٢٠٢٢ هو الأول في استغلال الجماعة لجمع الأموال، إذ سبق لكير ووظفت أشهر رمضان في الأعوام الماضية لجمع التبرعات، ولكن رمضان هذا العام يحظى بهدف أوسع لدى الجماعة عبر الدعوة لجمع تبرعات أكثر، وكذلك التلويح بخضوع التبرعات لحساب ضرائب ومراجعة، فيما دعت الدائرة الإسلامية لشمال أمريكا (اسنا) بالتبرع لصالح أنشطتها.

طالبت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية أتباعها للتبرع من أجل استكمال أنشطتها، قائلة إن هذه الأنشطة تتنوع بين الخدمات الاجتماعية والتعليمية للمحتاجين، وكذلك إغاثة المتضررين من جائحة كورونا، إذ استغلت مؤسسات الجماعة في أمريكا جائحة كورونا لجمع الأموال لصالح أنشطتها.

النفوذ السياسي للإخوان يظهر في حصيلة التبرعات

يظهر حجم التبرعات التي تحصل عليها مؤسسات الإخوان في الولايات المتحدة عمق النفوذ الإخواني بالمنطقة، وذلك على عكس تواجدها في أوروبا، وليس المقصود هنا حجم المؤسسات أو الأعمال التجارية، ولكن القدرة على جمع الأموال عبر التبرعات.

تفرض بعض دول أوروبا استراتيجيات أكثر تشددًا لمنع الجماعة من استخدام التبرعات في تمويل أنشطتها أو مساعدة أي أنشطة متطرفة عبر العالم، فمن جهتها تشدد فرنسا إجراءاتها في هذا الصدد على خلفية سلسلة هجمات عنيفة تعرضت لها البلاد في نهاية عام ٢٠٢٠، إذ فرضت قيود رقابية على حركة تمويلات المراكز التابعة لجماعات الإسلام الحركي، فضلًا عن منع تلقي تبرعات من الخارج أو استقدام أئمة غير فرنسيين، وفي المملكة المتحدة أعلنت وزارة الداخلية عزمها تشديد الرقابة على مؤسسات الجماعة لمنعها من استغلال جائحة كورونا في جمع الأموال.

المزيد.. كورونا.. مدخل «إخوان أمريكا» لمضاعفة أموال التبرعات