لطالما لعبت المؤسسات الخيرية دورًا
كبيرًا في بقاء واستمرار كيانات التنظيم الدولي للإخوان، لاسيما في الولايات
المتحدة الأمريكية، ومع اختبار العالم أزمة جديدة تمثلت في تفشي جائحة فيروس
كورونا المستجد كوفيد-19، عملت مؤسسات التنظيم على توظيف الأزمة لجمع أكبر
قدر من التبرعات؛ بحجة إنفاقها على مستلزمات الوقاية من الفيروس أو دعم مخيمات
اللاجئين، وغيرها من الدعاية التي تقدمها الصفحات الإعلامية للمؤسسات.
إذ بات اللافت عند متابعة المواقع
الرسمية لمنظمات الإخوان في الولايات المتحدة هو ظهور استمارة أولية قبل البدء في
التصفح، تدعوك للتبرع لتمكين المؤسسة من مواجهة فيروس كورونا، كما توضع فيها القيم
المعتبرة للتبرع، وما عليك إلا أن تضغط على القيمة التي تريد التبرع بها عن طريق وسائل
الدفع الإلكتروني.
وفي حالة عدم ظهور هذه الاستمارة على
بعض المواقع التابعة للإخوان فإن أخبار التبرعات ودعواتها ستلاحقك مع كل صورة أو
موضوع تتصفحهما، إذ حشد التنظيم جميع أدواته بشكل ملحوظ لتحديد مسار متابعيه
وتوجيهه نحو التبرع الضروري للمؤسسات، حتى يتسنى لها القيام بدورها.
تبرعات الجماعة في الولايات المتحدة
يعد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «CAIR» من أبرز المؤسسات التي اعتمدت استمارة التبرع، والتي تبدأ من 35 دولارًا ثم 50 دولارًا وصولاً إلى ما يشاء التابعون من الدفع، مشيرة في دعوتها إلى أن المساعدات المالية التي يقدمها الأفراد تساعد المجلس على القيام بمهامه في ظل انتشار كورونا، محددًا أبرز وظائفه في رفع الدعاوى القضائية ضد السلطات وقوانينها التي يراها المجلس غير مناسبة لمجتمعه.
ولم تكتف كير بتوظيف كورونا، ولكن وضعت إشارة أخرى للتبرع بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم باعتبارها زكاة المال التي يفرض على المسلمين دفعها، معلنة أنها تهدف لوصول التبرعات إلى 2.6 مليون دولار بنهاية الشهر.
أما الدائرة الإسلامية لشمال أمريكا المعروفة بـ«اسنا» أو «ICNA» فكثفت أيضًا من دعوتها للتبرع، فهناك منشور للتبرع من أجل كورونا تدعي أنه لخدمة المستلزمات الطبية والرعاية الصحية للمواطنين، وآخر لزكاة رمضان، انضموا على منشورها الأساسي للتبرع بجانب الصفحة الرئيسية لموقعها الرسمي.
مال سياسي واستغلال اجتماعي
وعن نشاط جمعيات الإخوان في استغلال فيروس كورونا لجمع مزيد من التبرعات، يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، سعيد صادق في تصريح لـ«المرجع»: إن ما تنفذه جماعات الإخوان من خلال منظماتها في الولايات المتحدة حاليًا ما هو إلا رأس مال اجتماعي لخدمة مشروعها السياسي في المستقبل.
وأكد أن الجماعة لا تدفع بدون مقابل، فهي تقدم تبرعات من أجل أهداف أخرى تريد تحقيقها، فهي تجمع الأموال بغزارة مستغلة الظروف الدولية أيًّا كانت، سواء جائحة فيروسية أو حتى الزلازل لجمع مزيد من الأموال، منها ما تأخذه لخدمة مشروعها وأنشطتها الخاصة، ومنها ما تستثمره سياسيًّا عبر إعطاء الفقراء خدمات وأموال وقت حاجتهم إليها ثم تستردها منهم مرة أخرى في صورة تصويت انتخابي أو دعم سياسي، فهي بأخذ الأموال تكون قوة استثمارية خاصة تنفقها لمصلحتها فقط.