خلال عام واحد.. 253 مدينة أمريكية تحصد نتاج «العنف الأبيض»

تتصاعد حدة العنف في بعض المجتمعات لتأخذ منحنيات مختلفة فهناك من يتشدد على قواعد دينية فقهية يستبيح من خلالها دماء الناس، ومؤخرًا انضمت الولايات المتحدة للمجتمعات التي تعاني حدة هذا التطرف ولكن بوجهة مختلفة ترتبط بالتشدد من أجل العرقية أو ما يعرف بـ«الإرهاب الأبيض».

وذكرت مجلة «التايم» الأمريكية عبر غلافها الذي صممته خصيصًا لمعالجة هذا الخطر ونشر الخميس 8 أغسطس، أن ما يقرب من 253 مدينة أمريكية شهدت حوادث إطلاق نار جماعي خلال هذا العام.

وكانت مدينة «دايتون» في ولاية أوهايو بغرب الولايات المتحدة شهدت في 4 أغسطس 2019 قيام أحد المتطرفين بإطلاق النار على الموجودين بالقرب من إحدى الحانات ما أسفر عن مقتل ما لايقل عن سبعة أشخاص وإصابة العشرات، كما شهدت أيضاً مدينة «الباسو» في ولاية تكساس في 3 أغسطس 2019 حادثًا مشابهًا أدى إلى مقتل 20 شخصًا وإصابة آخرين، وأما مهرجان «جلوري للثوم» في كاليفورنيا فقد وقع به في 29 يوليو 2019 ذات الحادث، ما أدى إلى مقتل وإصابة 15 شخصًا.

وأكدت الصحيفة أن تلك الوقائع المتلاحقة لاتمثل سوى حفنة من الوقائع الأخرى التي وقعت، بينما لم يسلط الإعلام الضوء عليها بشكل مكثف، متسائلة حول السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تخسر معاركها ضد الإرهاب القومي الأبيض، وهو إيديولوجية فكرية تقوم على إقصاء المهاجرين ورفض اختلاط الثقافات والديانات، والمحافظة على العرق الأبيض كمكون أصلي لتطور المجتمع وحفظ بقائه دون الاختلاط مع باقي الأجناس.

وركزت الصحيفة على متغير انتشار الأسلحة معلقة بأن البلاد تغرق في الدماء؛ إذ يبيح الدستور تداول الأسلحة بأي أنواعها سواء كانت قنبلة يدوية أو مدفع رشاش عبر المتاجر المخصصة لذلك، مع معايير تبدو واسعة وليست محكمة وهي أزمة تاريخية.

وجمعت الصحيفة هذه المعلومات من السجلات الأمنية الخاصة بحوادث السلاح فمنها من يكون شخصيًّا ولكن ما يشغلنا في هذا الإطار هو ما يرتبط بمفاهيم الإرهاب الأبيض والتطرف العرقي.

وفي هذا الصدد تقول دراسة بعنوان العنف والإرهاب اليميني وخيارات المقاومة نشرها مركز «ICCT Policy Brief»: إن هذا النوع من التطرف أصبح يتصاعد في مناطق عدة ليست فقط الولايات المتحدة وإنما بدول أوروبا أيضًا مثل ألمانيا وغيرها، كما أن هذه النوعية في زيادة مطردة منذ 2016.