ad a b
ad ad ad

صراع الغرب الأفريقي.. مالي تواجه الإرهاب وسط اضطرابات سياسية وأمنية

السبت 16/أبريل/2022 - 01:16 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعاني مالي اضطرابًا أمنيًّا فتح المجال لاستقطاب الجماعات الإرهابية إلى المنطقة، ما جعلها بؤرة محتدمة الصراع في غرب أفريقيا، وفي 13 أبريل 2022 أعلن جيش البلاد القبض على 3 أوروبيين بتهمة التورط في التطرف العنيف الدائر بالبلاد والانتماء لجماعات إرهابية.


يكشف القبض على أوروبيين ضمن الجماعات الإرهابية إشكالية مختلفة عن العنف في المنطقة، وهي أنها باتت جاذبة لمتطرفي الهوية المضطربة والمرتزقة أيضًا، كما أن الإرهاب لم يعد يقتصر على مواطني المنطقة بل أصبح يتعاطى مع عصابات تهريب البشر التي تنقل المتطرفين لبؤر العنف، ما يشكل خطورة على أمن المنطقة التي قد تضحى ولاية مترامية الأطراف للتيارات الإرهابية.

صراع الغرب الأفريقي..
اضطرابات السلطة وخريطة الإرهاب في مالي

تتسم الإدارة السياسية لمالي بعدم الاستقرار، ففي أغسطس 2020 أطاح انقلاب عسكري بالرئيس «إبراهيم أبوبكر» كيتا نتج عنه اضطرابًا جديدًا في السلطة الحاكمة أثر بدوره على استقرار قوات الأمن وأولويات أهدافها، وكذلك المساعدات الدولية والاستثمارات الأجنبية.

تأتي الاضطرابات السياسية كأحد أهم العوامل المؤثرة على استقرار الأمن في منطقة ما، وبالتالي جاذبيتها للإرهاب، ففي دراسة لمعهد الاقتصاد والسلام بسيدني الأسترالية أشير إلى الصراعات السياسية كسبب أولي في ارتفاع نسب الضحايا الناجمين عن العمليات الإرهابية في منطقة ما، وطبقًا لمؤشر الإرهاب الصادر عن المعهد لحالة الإرهاب الدولي في 2021 تحتل مالي المركز السابع عالميًّا من حيث تأثرها بنسب ضحايا التطرف العنيف.
صراع الغرب الأفريقي..
المنافسة الإرهابية تهدد أمن مالي

تبقى المنافسة الإرهابية أبرز ما يؤرق الأمن في مالي، فتنظيم القاعدة لدي فرعه في البلاد ينشط تحت مسمى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، وهو فاعل كأداة عنيفة تنفذ استراتيجيات التنظيم في غرب القارة، ساعيًا نحو إمارة جديدة تعضد الانتشار الدولي للتنظيم على الخريطة.

 ومن جهته يحاول «داعش» بناء معسكر متطرف له بالمنطقة لمنافسة نفوذ «القاعدة» هناك مستغلًا عوامل الاضطراب الأمني وانشغال القوى السياسية بالصراع على السلطة، وما مهده زعماء القاعدة من فكر متشدد بين أطياف واسعة من المواطنين، وفي مطلع 2022 شهدت منطقة غورما على الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو صراعًا بين التنظيمين أدى إلى هجمات عنيفة راح ضحيتها الكثير.

وحول دور التنافس بين الجماعات الإرهابية في أفريقيا في تهديد أمن المنطقة وإضعافها اقتصاديًّا قال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، علي بكر في تصريح سابق لـ«المرجع» إن تنظيمي داعش والقاعدة يتنافسان على مناطق الضعف بأفريقيا لتمديد نفوذهما بالمنطقة ومحاولة التفوق عسكريًّا وتنظيميًّا على بعضهما البعض مستغلين الترهل الأمني للقوات النظامية ما يهدد الاستقرار.

الوجود الدولي والمفاوضات بين الحكومة والإرهابيين

في مطلع 2022 أعلنت الحكومة الفرنسية انسحاب قواتها العسكرية من البلاد، ما أدى إلى غضب حكومة مالي، التي اتهمت باريس بالتخلي عنها خلال حربها ضد الإرهاب، وحول هذا الملف يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية سعيد صادق لـ«المرجع» إن الدول الأوروبية تعمل وفقًا لمصالحها الخاصة، وهي تنتشر بمناطق الصراع لتأمين نفسها عن بعد، أي درأ خطر الإرهاب من موطنه.

أعقب الانسحاب إعلان الحكومة المالية رغبتها في التفاوض مع الإرهابيين كمدخل لتأمين البلاد بعيدًا عن مواجهتهم عسكريًّا ما ينم عن ضعف في المواجهة الأمنية وتسليم بحقيقة وجود الجماعات الإرهابية كمتغير سياسي.
"