ad a b
ad ad ad

الدنمارك تستعيد أطفال «داعش» بدون أمهاتهم لخطورتهن على الأمن

الإثنين 18/أبريل/2022 - 08:18 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تستعد الدنمارك لاستعادة خمسة أطفال من مخيم الروج بسوريا، على خلفية ضغوط حقوقية تزايدت عقب تداول تقارير طبية حول تدهور صحة هؤلاء الأطفال ومعاناتهم من أمراض عضوية ونفسية مختلفة.


وقررت الحكومة الدنماركية استعادة الأطفال دون أمهاتهم، معبرة عن رغبتها في أن تساعد الأمهات في عمليات إنقاذ حياة أبنائهن وعدم طلب العودة معهم، محذرة النساء بأن عودتهن للبلاد ستعرضهن للمحاكمة والسجن والفصل بينهن وبين الأبناء لما نفذنه من جرائم حين الالتحاق بتنظيم داعش.


عودة مشروطة لأطفال الدنمارك


قال وزير الخارجية الدنماركي، جيبي كوفود في 11 أبريل 2022: إن بلاده تستعد لاستعادة أطفال الدواعش من مخيم الروج دون أمهاتهم، مؤكدًا أن عودة النساء ستكون محفوفة بالمخاطر على الأمن القومي وعلى حريتهن.


وتمثل عودة الأطفال نقطة تحول للدنمارك التي تأتي ضمن الدول التي تتبنى منهجية مشددة تجاه استعادة عناصر التنظيم الإرهابي، وقد سبق القرار اعتراضات حقوقية على تعامل الحكومة مع الملف، وبالأخص وسط تقارير عن إصابة الأطفال بسوء التغذية واضطراب ما بعد الصدمة.


وفي وقت سابق رفضت النساء الانفصال عن أبنائهن مطالبات بالعودة معهم إلى البلاد، بينما يتطلع وزير الخارجية لموافقة النساء والمحامين على عودة الأطفال وحدهم لإنقاذ حياتهم، مهددين الأمهات بفصلهن عن أبنائهن حتى إذا ما أعيدوا سويا للبلاد.


وتعبر العودة المشروطة التي فرضتها الدنمارك على الأطفال وأمهاتهم عن استراتيجيتها تجاه الملف، فهي من ضمن الدول التي ترى في عودة العناصر الداعشية خطورة على أمنها القومي، ومن ثم تطمح إلى إبقائهم بمناطق الصراع المشتعلة دوليًّا أيًا ما كانت، وهو ما يعرض الحكومات لانتقادات كثيرة داخلية وخارجية.


داخليًّا تنشط جماعات حقوق الإنسان لاستعادة الدواعش ومحاكمتهم بشكل عادل، مع عدم تركهم بالمخيمات المتدهورة بسوريا تحت حماية القوات الكردية، ما يعرضهم لسوء الأحوال المعيشية والصحية إلى جانب احتمالات إعادة التجنيد المتطرف، إذ تتطلع مجموعات حقوق الإنسان الأوروبية إلى إعادة تأهيل الدواعش نفسيًّا، وبالأخص من سافروا في سن صغيرة تحت وطأة ظروف نفسية أو اجتماعية صعبة، بينما ترفض الحكومات هذا الطرح باعتبارهم سافروا طواعية وتركوا الأراضي الديمقراطية الآمنة التي يحلمون حاليًا بالعودة إليها.


أما بالنسبة للانتقادات الخارجية فقد شنت الولايات المتحدة الأمريكية حملة سياسية ودبلوماسية ضخمة ضد دول الغرب لاستعادة مواطنيهم من سوريا، إذ هدد الرئيس السابق دونالد ترامب بترك الدواعش ليعودوا إلى بلادهم الأوروبية وفقا لخططهم الخاصة إذا لم تتسلمهم دولهم.


تحديات العودة وإشكاليات الأمن الأوروبي


خلق ملف عودة الدواعش ضغوطًا على الحكومات الأوروبية لأسباب مختلفة؛ منها ما سبق ذكره من مطالبات حقوقية ودعوات دولية وسياسية لتحمل المسؤولية تجاه الأزمة ومساعدة الدول الأخرى على التعافي من تبعات توطن الإرهاب عقب إضعاف شوكته في تلك المناطق، ومنها ما يخص طبيعة القوانين في المنطقة الأوروبية، إذ لم تؤهل بعض الدول الأوروبية قوانينها بعد لاستيعاب مستجدات ملف الإرهاب الدولي، ومن ثم فلإن الدنمارك ضمن الدول التي لا تستقبل أعدادًا كبيرة من الدواعش، ولكنها في أكتوبر 2021 وتحت وطأة الضغوط المختلفة اضطرت إلى استقبال 3 نساء وما لا يقل عن 10 أطفال، ولكنها هذه المرة تفاوض لاستعادة الأطفال دون النساء.


المزيد.. نجاح أمني.. دلالات خفوت الإرهاب في أوروبا خلال الربع الأول من 2022

الكلمات المفتاحية

"