مالي تسقط في براثن الإرهاب.. هشاشة أمنية وتوترات سياسية
الإثنين 11/أبريل/2022 - 10:26 م
أحمد عادل
تعيش مالي خلال الفترة الحالية، حالة من الغليان بسبب مكافحة الإرهاب، وذلك بعد الهجمات المسلحة التي نفذتها الجماعات الراديكالية في البلاد، الأمر الذي دعا الجيش المالي للرد على تلك العمليات.
وفي الإطار ذاته، أعلن الجيش في مالي الجمعة 1 أبريل 2022 أنه قتل أكثر من 200 مسلح قال إنهم ينتمون إلى جماعات إرهابية مسلحة خلال عملية وسط البلاد في حين نددت الأمم المتحدة بتقارير تحدثت عن أعمال عنف استهدفت مدنيين.
وقال الجيش -في بيان- إن هذه العملية واسعة النطاق جرت في منطقة مورا (على بعد 17 كيلومترا شمال شرق كواكجورو في دائرة دجينيه) بين 23 و31 مارس الماضي.
وأضاف أن الضربات التي نفذتها القوات البرية والجوية استهدفت معقلًا للجماعات المتشددة التي تشن هجمات مسلحة منذ 10 سنوات للسيطرة على مناطق في وسط وشمالي مالي .
وتابع البيان أن هذه العملية تأتي في أعقاب معلومات دقيقة للغاية أتاحت تحديد مكان عقد اجتماع بين عدة (فصائل مسلحة) في مورا .
وأدت العملية إلى مقتل 203 ينتمون إلى جماعات إرهابية مسلحة واعتقال 51 واستعادة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) عن قلق بالغ إزاء التقارير عن أعمال عنف ضد مدنيين.
وكانت مينوسما أعلنت في بيان الخميس 31 مارس 2022، أن أعمال عنف أودت بعشرات المدنيين في الأسابيع الأخيرة في وسط شرق البلاد ومنطقة المثلث الحدودي.
وشهدت هذه المنطقة الشاسعة أسابيع من العنف والاشتباكات بين العديد من التشكيلات المسلحة النظامية وغير النظامية بينها جماعات تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
وأعربت مينوسما في بيانها عن قلقها العميق من تدهور الوضع الأمني بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة في ما تسمى منطقة المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
أنطونيو جوتيريش
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش -في تقرير قُدّم إلى مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع- الجيش في مالي وشركاءه إلى احترام التزاماتهم الدولية خلال عملياتهم المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وردّ الجيش المالي في بيانه الجمعة 1 أبريل 2022، أن احترام حقوق الإنسان، وكذلك القانون الإنساني الدولي يظلان من الأولويات في إدارة العمليات.
وتظهر آخر أرقام الأمم المتحدة أن نحو 18 ألف شخص فروا إلى النيجر هربًا من المعارك في شمال مالي بين مختلف الفصائل المسلحة.
وفي 31 مارس 2022، تسلّمت الحكومة في مالي مروحيات قتالية من روسيا، لدعم جيشها في مكافحة الإرهاب الدامي الذي تواجهه البلاد منذ سنوات.
ووفق وكالة «فرانس برس»، تسلم وزير الدفاع ساديو كامارا رسميًّا مساء الأربعاء مروحيتين وجهاز رادار ومعدات عسكرية أخرى وصلت على متن طائرة شحن روسية إلى قاعدة عسكرية في مطار باماكو.
وتنضم هذه الشحنة العسكرية الجديدة لأربع مروحيات أخرى وأسلحة وفرتها روسيا التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع العسكريين الذين استولوا على السلطة في هذا البلد الأفريقي الفقير في 2020.
وزودت روسيا المجلس العسكري الحاكم في مالي بما يطلق عليهم رسميًّا مدربون عسكريون، وهم أفراد تقول فرنسا إنهم تابعون لشركة "فاجنر" العسكرية الروسية المعروفة بقربها من الرئيس فلاديمير بوتين.
ترجع بداية الوجود الداعشي في مالي إلى مايو 2015، عندما أعلن الإرهابي المدعو «أبوالوليد الصحراوي» القيادي بحركة تُعرف بـ«التوحيد والجهاد»، مبايعته لزعيم تنظيم داعش السابق «أبوبكر البغدادي».
تعيش مالي صراعًا مسلحًا كبيرًا بين الشمال والجنوب منذ 2012، وعجزت كل المحاولات عن إنهائه، وهو الذي اندلع مع تمرد مجموعات عدة ضد الحكومة لنيل استقلال أو إعطاء حكم ذاتي لشمال البلاد في منطقة قبائل «أزواد».
تلك الصراعات والتوترات السياسية، تسببت في حدوث هشاهشة أمنية كبرى، وفتحت أبواب الإرهاب لجميع التنظيمات الإرهابية أهمهما «داعش» و«القاعدة»، فالتنظيمان يتصارعان على البقاء والسيطرة على شمال مالي عن طريق إقليم أزواد، بحسب ما أكدته وكالة فرانس برس.





