هل يمثل هجوم الخضيرة شمال فلسطين تحولًا جديدًا لداعش؟
لأول مرة منذ إعلان عام 2017م، يوجه تنظيم داعش ضرباته إلى قلب إسرائيل، رغم تمدده في دول الجوار وارتكابه مئات المجازر ضد العرب والمسلمين، فقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن مقتل شرطيين في مدينة الخضيرة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي حيفا وتل أبيب، وهو ما يثير التساؤلات حول أسباب تنفيذ هذه العملية التي تعد غريبة على التنظيم في هذا التوقيت.
تفاصيل العملية
أعلن تنظيم داعش في بيان نشره على قنواته بموقع التواصل الاجتماعي تليجرام الإثنين 28 مارس 2022م مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل شرطيين في مدينة الخضيرة شمالي إسرائيل.
وقالت الشرطة إن المسلحين عرب من مواطني إسرائيل، وقُتلوا برصاص ضباط سريين.
وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الهجوم الذي حدث الإثنين، وقال إن القلب ينفطر من أجل الضحايا الذين قتلوا على أيدي قتلة أشرار.
وأضاف: هجوم ثانٍ لتنظيم داعش داخل إسرائيل يقتضي تكيف قوات الأمن بسرعة مع التهديد الجديد، وسنفعل ذلك.
وأمر رئيس الأركان الإسرائيلي، في أعقاب الهجوم، بنشر قوات إضافية في الضفة الغربية المحتلة، في حين وضعت قوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب شديدة.
عملية يتيمة
وتُعتبر عملية الخضيرة الأولى من نوعها التي ينفذها تنظيم داعش داخل إسرائيل منذ العملية اليتمة التي نفذها في عام 2017م، وقالت مجموعة «سايت» للاستخبارات إن إعلان داعش تنفيذ هجوم داخل إسرائيل أمر غير معتاد.
ففي 6 فبراير 2017 م تبنيى التنظيم إطلاق بضعة صواريخ على مدينة إيلات البحرية لم تسفر عنها أية خسائر، واستغلتها تل أبيب في إثبات أنها مستهدفة من الجماعات الفلسطينية المرتبطة بتنظيم داعش.
أهداف العملية
منذ تأسيس تنظيم داعش عام 2014م وموقف التنظيم الثابت بتجنب استهداف إسرائيل، لم يتغير سوى تلك المرة الوحيدة التي لم يكن لها أي تأثير في 2017م.
ويهدف التنظيم من خلال العملية الأخير إلى:
أولًا: إثبات أنه متمسك بما أعلنه بداية العام الجاري حول تحولات في سياسة التنظيم العملياتية، نحو تحقيق حلم العودة مرة أخرى، ومن ثم فالتنظيم يسعى بهذه العملية إلى استنهاض الروح القتالية لدى عناصره، وبالتالي فاختيار إسرائيل لتحقيق هذا الهدف يُعَدّ حافزًا قويًا لإنعاش الروح القتالية عند أفراد التنظيم، لمحاربة إسرائيل بهدف تحرير المقدسات الإسلامية.
ثانيًا: اكتساب تعاطف شعبي في المنطقة، وكسب عناصر جيدة للتنظيم، بإثبات توجه التنظيم نحو محاربة العدو القريب بدلًا من الاكتفاء بقتل المسلمين، إضافة إلى كسب بعض الأنظمة السياسية مثل النظام الإيراني وتوظيف العملية كورقة قابلة للتوظيف في إطار العلاقات مع طهران.
ثالثًا- اللعب على فكرة الجهاد ضد إسرائيل وتحرير القدس، لمغازلة الجماعة الأخرى من أجل الحصول على البيعة للأمير الجديد.
ذعر داخل إسرائيل
أثارت عملية الخضيرة مصدر قلق لدى الإسرائيليين، ودفعت ظروف العملية، بكبار المسؤولين الإسرائيليين، من المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نفتالي بينيت، ووزير الأمن بني غانتس، إلى عقد جلسات تقدير للوضع وإطلاق بيانات الإدانة والشجب، والإعلان عن تدابير وإجراءات ردعية ووقائية، فيما ظهر خطاب سياسي وإعلامي إسرائيلي يُحرض على فلسطينيي 48 ويدعو إلى التعامل معهم بيد من حديد.





