إغلاق المدارس الثانوية.. العالم ينتصر للفتيات ويضغط على «طالبان»
الخميس 31/مارس/2022 - 10:09 م
محمود محمدي
بعد اجتماع -في مدينة قندهار جنوب البلاد- عقده مسؤولون كبار في حركة طالبان التي تسيطر على زمام الحكم في أفغانستان، جاء قرار الحركة بإبقاء مدارس الفتيات مغلقة.
الرد على قرار الحركة التي لا تحظى حتى الآن باعتراف دولي، جاء سريعًا من الجانب الأمريكي، حيث أعلن مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة ألغت محادثات كانت مقررة مع طالبان بعد أن أغلقت الحركة المدارس الثانوية للفتيات الأفغانيات.
ردّ أمريكي
فيما قالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، «انضممنا إلى ملايين الأسر الأفغانية للتعبير عن خيبة أملنا العميقة لقرار «طالبان» عدم السماح للنساء والفتيات بالعودة إلى المدارس الثانوية»، مضيفة: «ألغينا بعض ارتباطاتنا، بما في ذلك اجتماعات الدوحة التي كان مقرر انعقادها على هامش منتدى الدوحة، وأوضحنا أننا نرى هذا القرار كنقطة تحول محتملة في تعاملنا».
وأوضحت المتحدثة، أن هذا القرار الذي اتخذته طالبان، إذا لم يتم التراجع عنه بسرعة سيضر بشدة بالشعب الأفغاني وآفاق النمو الاقتصادي للبلاد وطموح طالبان لتحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي، مؤكدة وقوف الجانب الأمريكي إلى جانب الفتيات الأفغانيات وعائلاتهن التي تعتبر التعليم طريقًا لتحقيق الإمكانات الكاملة لمجتمع أفغانستان واقتصادها.
مجلس الأمن يدين
بدورهم، أكد أعضاء في مجلس الأمن ضرورة أن تتمكن جميع الفتيات الأفغانيات من الذهاب إلى المدرسة، حيث إن التعليم حق عالمي لجميع الأطفال.
وقالت لانا زكي نسيبة، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، لدى مجلس الأمن، في بيان للصحفيين نيابة عن النرويج، ألبانيا، البرازيل، فرنسا، غابون، أيرلندا، المكسيك، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة: «كانت أكثر من مليون فتاة أفغانية تستعد للعودة إلى المدرسة هذا الأسبوع، ولكن تبددت آمالهن في اللحظة الأخيرة عند بوابات المدرسة، عندما علمن أنه سيتم حرمانهن من حقهن في التعليم من خلال قرار تعسفي».
وأضافت: «هذا القرار هو عكس الالتزامات التي تعهدت بها طالبان نفسها في الأسابيع والأشهر الأخيرة، ووصفت السفيرة القرار بأنه نكسة مزعجة للغاية، في خضم الانخراط المستمر لسلطات الأمر الواقع في أفغانستان مع المجتمع الدولي.
بدورها، قالت السفيرة النرويجية منى جول: «في سبيل تأمين مستقبل آمن ومستقر لأفغانستان، لا يمكن للسلطات أن تُضيّع المواهب والإمكانات وتحرم نصف سكان البلاد من التعليم، والتعليم هو اللبنة الأساسية لكل مجتمع»، مضيفة: «بهذا البيان يبعث أعضاء مجلس الأمن برسالة موحدة إلى طالبان لفتح المدارس للجميع وتوفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الأطفال والفتيات في البلاد».
مستقبل البلاد في خطر
وكان أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، قد أعرب عن أسفه الشديد إزاء إعلان سلطات طالبان في أفغانستان تعليق تعليم الفتيات من الصف السادس حتى إشعار آخر، مشيرًا إلى أن فشل سلطات الأمر الواقع في إعادة فتح المدارس للفتيات فوق الصف السادس، على الرغم من الالتزامات المتكررة، هو خيبة أمل عميقة وأمر مدمر للغاية لأفغانستان.
وقال: «الحرمان من التعليم لا ينتهك الحقوق المتساوية للنساء والفتيات في الحصول على التعليم فحسب، بل إنه يعرّض مستقبل البلاد للخطر أيضًا في ضوء المساهمات الهائلة من النساء والفتيات الأفغانيات».
الإغلاق يطول الجامعات
وفي تقرير لها، قالت وكالة أنباء «أفغان إسلاميك بريس» ومقرها كابول، إن الفتيات الأفغانيات قد يُمنعن قريبًا من حضور المحاضرات في الجامعات أيضًا، ونقلت الوكالة عن وزير التعليم العالي في أفغانستان الشيخ عبدالباقي حقاني قوله إن الجامعات الأفغانية ستغلق أمام الطالبات بعد الامتحانات النهائية هذا العام، إلى أن تضع قيادة الحكومة خطة جديدة.
فيما قالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في بيان لها: إن «الأمم المتحدة في أفغانستان تدين الإعلان الصادر عن طالبان بتمديد الحظر اللامحدود على السماح بعودة الطالبات في الصفوف فوق الصف السادس إلى المدارس.
وقال إيان ماكاري، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في أفغانستان، والمقيم حاليًا في قطر، في تغريدة له على تويتر، إنه منزعج للغاية من التقارير حول إغلاق المدارس، مضيفًا: «هذا أمر مخيب جداً للآمال ويتناقض مع العديد من التطمينات والتصريحات الصادرة عن طالبان».
إلى ذلك، قالت الناشطة محبوبة سراج، مؤسسة شبكة النساء الأفغانيات، في تصريح لـ«بي بي سي»، إن الذريعة التي ساقوها هي أن الفتاة لا ترتدي الحجاب المناسب، مؤكدة أن الزي المدرسي للفتيات في أفغانستان هو زي ساتر دائمًا.
وقالت: «ما أريد سماعه ورؤيته من المجتمع الدولي هو أن يقفوا بسرعة ويوقفوا الاعتراف بطالبان ويوقفوا الأموال».





