ad a b
ad ad ad

شجرة خبيثة اقتلعتها رياح الجيش.. إرهابيو الفلبين يتساقطون وملاذاتهم لم تعد آمنة

الإثنين 28/مارس/2022 - 08:15 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

في خطوة مهمة في طريق القضاء على الإرهاب في الفلبين، استسلم عدد من العناصر الإرهابية ممن ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي والجماعات الأخرى، بعدما أجبرهم الجيش الفلبيني على إلقاء أسلحتهم، من بينهم قادة ميدانيون رفيعو المستوى في التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى تسليم آخرين أنفسهم خوفًا على حياتهم، إذ يأتي الإنهيار في صفوف تنظيم داعش جراء عدم تحقيق الوعود التي منحت لعناصر بالتنظيم المتشدد بالعيش المرفه، الأمر الذي دعا الجيش الفلبيني على وضع حد للتهديدات التي تشكلها هذه الأخطار على المجتمع.


استسلام إرهابيين

أعلن 39 مقاتلًا في التنظيمات الإرهابية بالفلبين إلقاء أسلحتهم والخضوع للقانون، حيث استسلم المقاتلون في وسط مينداناو ومن بين 39 ، كان 21 من بانجسامورو الذين يدعون القتال من أجل الحرية الإسلامية، و12 من فصيل المسمى بـ(BIFF-Karialan) وستة من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي فرع الفلبين.


المتحدث باسم قيادة غرب «مينداناو» الرائد «أندرو ليناو»، أوضح الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم، هم 33 مقاتلًا من تنظيم «مقاتلي تحرير بانغسامورو الإسلاميين»، وستة أعضاء من تنظيم داعش، حيث قام المتطرفون بتسليم ما مجموعه 37 سلاحًا ناريًا متنوعًا بينهم بنادق وقذائف صاروخية وقاذفات قنابل ومدفعتي هاون، وقذائف أر بي جي، ورأس حربي صاروخي وثلاث صواريخ آر بي جيوعدد من العبوات الناسفة المرتجلة.


الجيش الفلبيني، كشف عن أن من بين الإرهابيين قادة ميدانيون وضباط رفيعو المستوى في الجماعات الإرهابية المحلية الثلاث المذكورة، حيث قال قائد قوة المهام المشتركة في الفلبين «سيتلقون مساعدة لكسب الرزق من خلال برنامج مخصص».


بينما أقدم أحد أفراد داعش بالفلبين، على تسليم نفسه للسلطات في مدينة مراوي في جنوب الفلبين خوفًا على حياته، حيث خاض أنصار تنظيم داعش معارك دامية هناك في عام 2017 ونفس العام، تمكنت القوات الفلبينية من استعادة السيطرة على مدينة مراوي من تنظيم داعش.


ليس الأول

وهذا ليس أول فرد ينشق عن تنظيم داعش الإرهابي سواء في شرق آسيا أو إفريقيا، إذ إن فشل تنظيم داعش الإرهابي في العراق أدى إلى  استسلام عدد من  المقاتلين والقادة المحليين، فقد اكتشف العديد من المقاتلين عدم جدوى نضالهم، واختاروا إنقاذ حياتهم عن طريق الانشقاق أو الاستسلام.


انهيار الإرهاب

وعن تفكيك الجماعات الإرهابية هناك وسقوطها في داخل الفلبين، قال الجنرال «ألفريدو روزاريو الابن»، قائد قيادة غرب مينداناو، «هذا الاستسلام الهائل للمقاتلين السابقين يثبت أننا ننتصر في الحرب ضد الإرهاب والتمرد في منطقة عملياتنا.. إذا استمر هذا الأمر، فسنكون قادرين قريبًا على تفكيك الجماعات الإرهابية، ووضع حد للتهديدات التي تشكلها هذه الأخطار على المجتمع»، مضيفًا «كلنا نأمل أن يقرر أولئك الذين ما زالوا مختبئين، الاستسلام والانضمام إلينا ونحن نسير على الطريق نحو السلام والتنمية هنا في مينداناو».


وعن الانهيار الداخلي للتنظيم الإرهابي بالفلبين، كشفت دراسة متخصصة عن زيادة حالات الانشقاق في صفوف تنظيم داعش جراء عدم تحقيق الوعود التي منحت لعناصر بالتنظيم المتشدد بالعيش المرفه، فضلًا عن انهيار أحلام البطولة الزائفة، بعد اكتشاف كثيرين أنه قد يتم استخدامهم كانتحاريين فقط في نهاية المطاف، حيث ذكرت الدراسة أن الانشقاقات كانت متكررة بما يكفي لتحطيم صورة التنظيم كمنظمة موحدة، متماسكة وملتزمة إيديولوجيا.


وأكدت تقارير أن تنظيم داعش المتطرف يشهد انشقاقات كبيرة في صفوفه في الفترة الأخيرة بسبب تحديات داخلية وخارجية التي يواجهها التنظيم، إذ بات المئات من عناصره يفرون من المناطق التي يحتلها.


في المقابل، كانت الطائرات الفلبينية على موعد مع معكسرات التنظيم الإرهابي، مطلع مارس الجاري، إذ قصفت طائرات مقاتلة من طراز FA-50 المعسكرات المشتبه بها لمجموعة «ماوت-داعش»، في مدينة «كاجايان دي أورو» بالفلبين؛ بينما شن الجيش عملية بحجم لواء؛ في ماجوينج، لاناو ديل سور، حيث قتل على إثر العملية اثنين من أعضاء جماعة داعش، قُتلا بينما أصيب ثلاثة جنود في القتال الأولي في المناطق النائية من بلدة ماغينغ، بحسب العميد خوسيه ماريا كويربو، قائد لواء المشاة 103 بالجيش الفلبيني.


وسبق العمليات البرية ضد المسلحين قصف طائرات سلاح الجو قادمة من قاعدة إيبوين الجوية في ماكتان، سيبو، حيث قال العميد خوسيه ماريا كويربو، قائد لواء المشاة 103 بالجيش الفلبيني، إن الطائرات قدمت دعمًا وثيقًا للجنود على الأرض من خلال تفجير ألغام أرضية مضادة للأفراد زرعها المسلحون على طول الطريق المؤدي إلى المعسكرات، إلا أن دوي الصوت من الطائرات أدى إلى إزعاج العديد من السكان في مدينة مراوي ولاناو ديل سور من نومهم.


وفي ذروة تفشي فيروس «كورونا المستجد (كوفيد-19)، استغل تنظيم داعش الإرهابي الجائحة في تجنيد مقاتلين جدد لتعويض خسائره في مدينة ماراوي، في محاولة لزيادة أنشطته، عبر حشد الشباب المحرومين واليائسين، مستغلًا الأوضاع الصعبة لتجنيد جيل آخر من المسلحين، إذ أصبحت أرض الجهاد الجديدة على حد وصف منابر التنظيم الإعلامية، وهذا شكل عبئًا كبيرًا على الجيش الفلبيني بحسب اعتراف قائد القوات المسلحة في مينداناو الغربية بالفلبين، أنهم يقاتلون ضد عدوين مختلفين، الجماعات التابعة لتنظيم داعش مثل «أبوسياف» و«مقاتلو الحرية الإسلامية» في ناجسامورو من جهة، وجائحة كوفيد- 19 من جهة أخرى، إضافة إلى استغلال الصراع العرقي والديني والتهميش في مينداناو بين أقلية مسلمة، وأغلبية مسيحية لإرساء دعائم وجوده في الفلبين وشن هجماته فيها ساعيًا إلى تغيير المشهد الارهابي هناك، عبر توحيد الجماعات المتفرقة تحت شعاره.

ملاذ لم يعد آمنا

وبحسب المعلومات المتداولة، تُعتبر الفلبين ملاذًا آمنًا للجماعات المتطرفة، بسبب الأزمات الدينية والعرقية التي تشهدها بين المسلمين والمسيحيين من قديم الزمان، إذ إن الأزمة هناك قائمة بين الغالبية المسيحية الكاثوليكية والأقلية المسلمة منذ الاحتلالين الإسباني والأمريكي للفلبين، والاحتلالان أنهيا حكم السلطنة الإسلامية الفلبينية، وأجبروا شعب المورو على الاندماج في الجمهورية الفلبينية الحديثة.


للمزيد: باستراتيحية «فك العاني».. «داعش» يعوض خسائره البشرية بتهريب عناصره من السجون

"