الحكم الذاتي لـ«مورو» ينهي أحلام إمارة «داعش» في الفلبين
الأربعاء 25/يوليو/2018 - 01:23 م
دوتيرتي يحمل رفقة قادة جبهة مورو مشروعا واعدا للحكم الذاتي
علي رجب
وافق البرلمان الفلبيني مؤخرًا على قانون يمنح الحكم الذاتي لمنطقة «مينداناو»، التي يعيش بها سكان «مورو» المسلمون جنوبي البلاد، في خطوة قد تساهم في مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية بالبلاد، فيما يعرف بقانون «بانجسامورو الأساسي»، وبهذا ينتظر الإعلان الرسمي عن إقامة الحكم الذاتي، تصديق الرئيس رودريجو دوتيرتيه على القانون، في خطوة أخيرة كي يدخل حيز التنفيذ.
جبهة تحرير مورو
وقانون «بانجسامورو الأساسي»، جاء تتويجًا لاتفاق سلام وقع بين الحكومة الفلبينية و«جبهة مورو» الإسلامية قبل 4 سنوات، خلال فترة ولاية الرئيس السابق بينينو أكينو الثالث.
حكم ذاتي في مينداناو
وجزيرة «مينداناو» هي ثاني أكبر الجزر في الفلبين بعد جزيرة «لوزون»، ضمن مجموعة جزر تزيد على السبعمائة جزيرة وتبلغ مساحة «مينداناو» ألف كيلومتر مربع من إجمالي مساحة البلاد، البالغة ثلاثمائة ألف كيلومتر مربع.
والحصول على الحكم الذاتي يمثل، تتويجًا لجهود جبهة تحرير مورو، التي تأسست في 1968 على يد «سلامات هاشم»، والتي خاضت نضالًا مسلحًا ضد الحكومة الفلبينية.
«فرديناند ماركوس» رئيس الفلبين الأسبق
ومع مساعي لمنظمة المؤتمر الاســـلامي، للسلام في الفلبين، بمنح شعب «مورو» حقوقه، تم توقيع اتفاق بين ممثلي «جبهة تحرير مورو» وممثلي الحكومة الفلبينية، في 1976 بحضور أعضاء اللجنة الرباعية الوزارية والأمين العام للمؤتمر الإسلامي، ونص على التزام حكومة «مانيلا» بمنح الحكم الذاتي لأربع عشرة منطقة من مناطق المسلمين، وتقرر توزيع الاختصاص بين سلطات مانيلا وسلطات الحكم الذاتي، كما نص الاتفاق على تشكيل لجنة مختلطة من ممثلي الجانبين لمناقشة تفاصيل برنامج إقامة الحكم الذاتي.
لكن حكومة «فرديناند ماركوس» رئيس الفلبين في الفترة بين عامي 1965 و1986، راوغت في تطبيق هذا الاتفاق واستمرت في سياسة التعنت ضد المسلمين، ما دعا المؤتمر الإسلامي إلى مناشدة أعضائه الضغط عليها لاحترام الاتفاق العام، واستمرت مراوغة الحكومات في الفلبين حول إعطاء المسلمين حكمًا ذاتيًّا في الجنوب، حتي وعد الرئيس رودريجو دوتيرتي، بمنح المسلمين جنوبي البلاد، حكمًا ذاتيًّا، أمام قادة جبهة تحرير مورو الإسلامية والمسؤولين الحكوميين.
داعش الفلبين
الحكم الذاتي والقضاء على داعش:
منح الحكم الذاتي لشعب «مورو» المسلم، يقضي على مساعي الجماعات المتشددة والإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم «داعش» الإرهابي لاستغلال هذه الأزمة، وتفويت الفرصة عليه في عدم وجود أرضية خصبة وبيئة حاضنة للإرهابيين، ما يساهم في عملية استقرار الأوضاع داخل البلاد.
وتعد الفلبين من أكثر الدول غير الإسلامية التي نمت فيها التنظيمات المتشددة خلال الثلاثة عقود الماضية، حيث تعد جماعة «أبوسياف» والتي انشقت عام 1991 عن جبهة تحرير مورو، وأعلنت رسميًا انتماءها لــ«داعش» في 2015، أبرز الجماعات الإرهابية في الفلبين، وخاضت معارك شرسة ضد القوات الفلبينية باسم الدفاع عن حقوق المسلمين وإقامة دولة إسلامية في البلاد.
وقد احتل «داعش» مدينة «ماراوي» الواقعة جنوب الفلبين في مايو 2015 بعد هجوم مفاجئ لخلايا تابعة له داخل المدينة في إشارة إلى رغبة التنظيم المتشدد في نقل خلافته المزعومة إلى الشرق الآسيوي بعد هزيمته في العراق وسوريا، إلا أن الجيش الفلبيني تمكن من تحرير المدينة في أكتوبر 2015.





