ad a b
ad ad ad

توقيف شبكة جديدة على صلة بإسرائيل.. إيران لا تزال في مرمى الاختراق

الجمعة 18/مارس/2022 - 01:20 م
المرجع
محمد شعت
طباعة


 تعرضت إيران خلال السنوات الماضية إلى عمليات اختراق عديدة أسفرت عن اغتيال شخصيات مهمة وتخريب منشآت نووية، كان أبرزها اغتيال محسن فخري زاده، أبرز عالم نووي إيراني، إضافة إلى سرقة قرابة نصف طن من الوثائق النووية السرية الإيرانية وتهريبها للخارج، وغالبًا ما تشير طهران إلى تورط تل أبيب في هذه الاختراقات، ما يشير إلى أن الموساد الإسرائيلي تمكن من تنفيذ عمليات اختراق واسعة لمؤسسات إيرانية حساسة وأفراد مسؤولين.


توقيف شبكة جديدة
اختراق جديد

مؤخرًا أعلنت السلطات الإيرانية إحباط محاولة لتخريب منشأة فوردو النووية المحصنة، وذلك بعد توقيف شبكة على صلة بإسرائيل كانت تخطط لذلك، ووفق التصريحات الإيرانية فإن هذه المحاولة جاءت في خضم استمرار التجاذب في المفاوضات بين إيران وقوى كبرى الهادفة إلى إحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، حيث كشف الإعلام الإيراني الرسمي، مساء الإثنين عن هذه المحاولة.

ووفق وكالة «إيرنا» الإيرانية، فإن الحرس الثوري  نجح في إيقاف شبكة كانت تعتزم القيام بعملية تخريب في منشأة فوردو النووية، والتي تقع تحت الأرض في وسط إيران قرب مدينة قم، على مسافة نحو 180 كيلومترا جنوب طهران، وتعد من أهم مراكز تخصيب اليورانيوم، وأن الشبكة التي تم توقيفها كانت تتواصل مع عناصر مرتبطين بالاستخبارات الإسرائيلية.

الوكالة الإيرانية أضافت: أن عناصر من الاستخبارات الإيرانية كانوا يحاولون التواصل مع أحد العاملين على أجهزة الطرد المركزية «المتطورة +آي آر 6+»، وقاموا بداية بتجنيد أحد جيرانه، مشيرة الى أن المشتبه بهم تلقوا مبالغ نقدًا أو من خلال عملات رقمية تجنبًا لتعقب مصدرها، مشيرة إلى أن أعضاء الخلية أرادوا تنفيذ العملية «قبل عيد النوروز»، أي السنة الجديدة التي تبدأ في إيران اعتبارًا من 21 مارس.

عمليات متطورة 

في أواخر نوفمبر عام 2020 تم اغتيال محسن فخري زاده، الملقب بـ«أبي البرنامج النووي» وذلك أثناء قيادته لسيارته على طريق «آبسرد» بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، وفور وقوع العملية أشارت أصابع الاتهام الإيرانية إلى إسرائيل وحملتها المسؤولية عن العملية وتوعدت بالرد والقصاص، ويبدو أن عملية اختيار زادة تم التخطيط لها منذ سنوات، وفق ما قاله النائب في البرلمان والرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي، أن أجهزة الأمن الأجنبية تعرفت على محسن فخري زاده، منذ تسعينيات القرن الماضي، وتقرر اغتياله من خلال عملية في سنة 2008، لكن «المخابرات اكتشفت فريق الاغتيال وأحبطت العملية».

حظيت عملية اغتيال فخري زادة الملقب بـ«أبي البرنامج النووي» باهتمام واسع، ليس فقط لأهمية الشخصية التي تم اغتيالها ولكن لتطور العملية ودقة تنفيذها، حيث وصفت صحيفة "التايمز" البريطانية العملية بأ برع عمليات الموساد، حيث تم تنفيذ العملية عن طريق إطلاق نار دقيق قد يكون بواسطة رشاش روبوتي يتم التحكم به عن بعد، ثم تفجير غامض تلاه عملية هروب غادر من خلالها فريق الاغتيال بسرعة وبسرية تامة.

وأشار تقرير «التايمز» وقتها إلى أن فكرة استخدام الرشاش الروبوتي الذي يتم التحكم به عن بعد، والتي وردت في الرواية الرسمية الإيرانية بعد يومين من حادثة الاغتيال ليست من عالم الخيال العلمي وإنما هي حقيقة علمية مطبقة بالفعل، خاصة أن إسرائيل تستخدم رشاشات مركبة على السياج الحدودي مع قطاع غزة وتتحكم بها عن بعد، ويقال إنها مسؤولة عن عدد من حالات القتل في صفوف الفلسطينيين.


توقيف شبكة جديدة
اختراق الكتروني

لم تقتصر عمليات الاختراق التي تعرضت لها طهران على عمليات تجنيد خلايا وشبكات في الداخل الإيراني أو اغتيال شخصيات بارزة بطرق متطورة، لكنه أيضًا تضمن الهجوم السيبراني والاختراق الالكتروني، الذي تم من خلاله تعطيل وتخريب منشآت حساسة وأنظمة عمل داخل الوزارات إضافة إلى المواقع التابعة للحكومة والقنوات التلفزيونية الإيرانية الرسمية.

وفي نهاية يناير من العام الجاري أعلنت وكالة أنباء "ركنا" الإيرانية الرسمية، عن تعرضها لعملية اختراق أدت إلى توقف موقعها الإلكتروني عن العمل، مشيرة إلى أنها تعرضت لعملية اختراق طالت النطاق الرسمي لها بالإضافة إلى البريد الإلكتروني، وأوضحت أن القراصنة بعثوا برسائل إلكترونية لمديري الوكالة يطالبون بفدية مالية لإعادة الموقع الإلكتروني للوكالة للعمل.

ويبدو أن نعرض إيران للاختراق على مستويات عدة يرجع إلى خلل في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، خاصة في ظل تقارير تشير إلى أن الموساد نجح في اختراق قيادات بالحرس الثوري، وأن عشرات من قادة الحرس الثوري الإيراني محتجزون داخل سجن ايفين، وهو الأمر الذي تؤكده تصريحات سابقة لوزير المخابرات الإيراني السابق، وكبير مستشاري الرئيس السابق حسن روحاني، علي يونس، التي قال فيها إن نفوذ الموساد في أجزاء كثيرة من البلاد كبير لدرجة أن كل عضو في القيادة الإيرانية يجب أن يشعر بالقلق على حياته وسلامته.
"