ad a b
ad ad ad

فنانة الجرافيتي الأفغانية تفضح ازدواجية المتشددين تجاه النساء

الخميس 17/مارس/2022 - 07:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

 تلقي أوضاع النساء في أفغانستان بظلالها على مناقشات الأزمة والتبعات السلبية لاعتلاء حركة طالبان سدة الحكم في أفغانستان، وتعد الحقوق المهنية والفنية من أكثر الحقوق التي تراجعت مكتسباتها بالنسبة للمرأة الأفغانية.


عبرت فنانة الجرافيتي الأفغانية، شمسيا حسني عن مخاوفها من بلوغ طالبان للحكم عبر رسومات حول وضع المرأة في البلاد نشرت إياها على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وسط أنباء عن تخفيها بمكان مجهول في العاصمة كابول خوفًا من بطش الحركة.


واهتمت وسائل الإعلام الدولية بقضية «شمسيا» لشهرتها الفنية العالمية في رسم جرافيتي عن نساء بلادها سبق وعرضته في بلدان مختلفة حول العالم قبل سيطرة طالبان، وحصدت عنه جوائز، فيما اعتبرتها مجلة فورين بوليسي في 2014 من أفضل 100 مفكر حول العالم، تبقى «شمسيا» بما تنشره بشكل متتالٍ على مواقع التواصل الاجتماعي من رسومات تدين علاقة طالبان بالنساء رمزًا لما تعانيه المرأة الأفغانية، وبالأخص مع حرصها على الاختفاء من الحركة.


طالبان والنساء.. مخاوف المستقبل المجهول


إن ما تشكله الحركة من مخاوف على مستقبل النساء يظهر في هربهن للخارج أو تخفيهن؛ كما في حالة شمسيا، ولكن مع هذا تحرص طالبان على الترويج عبر المتحدثين الرسميين بأنها تابعت افتتاح معرض فني في فبراير 2022 من أجل النساء لعرض رسوماتهن، فيما يبدو كتناقض في توجهات الحركة.


وعلاوة على ذلك، نشرت الحسابات الرسمية لـ«طالبان» مقاطع مصورة لتظاهرات قادتها النساء ضد الإجراءات الأمريكية على البلاد، إذ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تجميد الأرصدة والحسابات المصرفية الخاصة بـ«كابول» لدى بنوكها إلى جانب إجراءات مشددة مشابهة اتخذها صندوق النقد الدولي، ما يكبل تطلعات «طالبان» نحو الحكم والسيطرة على البلاد.


أن ما تبديه «طالبان» من ازدواجية نحو الملف يوضح قدرًا من مستقبل أزمة أفغانستان، فمنذ صعود «طالبان» للحكم حرصت على التعهد بحماية حقوق النساء وحفظ حقهن في التعليم والعمل، وذلك ضمن خطاب سياسي واضح تطلعت عبره للحصول على الاعتراف الدولي وفقًا لمجموعة أدوات تعتمد عليها للوصول إلى أهدافها، وبمرور الوقت أصدرت الحركة تعليمات لتقييد تنقل النساء وتحركاتهن وكذلك نزولهن للعمل، ثم عادت مرة أخرى للاعتراف بحقوقهن السياسية في التعبير عن أرائهن، وذلك عندما احتاجت لهن كمعارضات للقرار الأمريكي؛ سواء كنا مدفوعات قهرًا لذلك أو باختيارهن.


ومن ثم فإن هذه المعطيات التي قدمتها الحركة تجاه ملف النساء تنذر بمستقبل مضطرب لحقوق الأقليات والفئات الضعيفة في البلاد، لأنه يوضح النظرة المزدوجة من «طالبان» الحاكمة نحو المتغيرات المختلفة وفقًا لمتطلباتها الظرفية والسياسية التي تمر بها.


الإخوان والفنانات الأفغانيات


لا تزال المؤسسات الإخوانية العاملة في الغرب تقدم نفسها كمثال للتكيف مع قوانين وأعراف المجتمعات، ومن ثم فهي تستخدم منصاتها للترويج للفنانات الأفغانيات، ففي أغسطس 2018 احتفل فرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بكاليفورنيا بـ«شمسيا» خلال معرض أقامته لها الجماعة في مدينة سكرامنتوا.


إذ تحاول الجماعة توظيف النماذج الدولية المشهورة، وبالأخص التي تتوهج في مجتمعات المعاناة للتدليل على انفتاحها على الثقافات ودعمها بالطرق المختلفة، إلى جانب النفاذ للمجتمعات المضطربة واجتذاب الأضواء إليها عبر العلاقات مع الشخصيات المشهورة.

 

"