نظام الملالي ينتقم من رجاله.. مرحلة تصفية الحسابات بين الحرس الثوري و«روحاني»
نشرت وسائل إعلام إيرانية معارضة، وثيقة استخباراتية، تكشف مساعي الحرس الثوري الإيراني، لمنع 37 مسؤولًا في حكومة رئيس البلاد السابق «حسن روحاني» من مغادرة البلاد، مبينة أن السبب الرئيس جراء ذلك، تخوف النظام من قيام هؤلاء بتسريب معلومات سرية حول طرق بيع النفط في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد.
ملاحقة روحاني
إذ ثبتت صحة تلك الوثيقة السرية الصادرة في سبتمبر 2021، بتوقيع المساعد القانوني لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، فإن هذا يؤكد أمرين، أولهما، أكاذيب نظام الملالي الذي لطالما ادعى أنه لا يتحايل على العقوبات الأمريكية؛ وتحديدًا فيما يخص تهريب النفط إلى الخارج من خلال طرق غير مشروعة، ودليل على الفساد المتغلغل داخل أروقة نظام ولاية الفقيه، إذ تضمنت الوثيقة أسماء أشخاص لهم ملفات فساد وبعضهم متهم بتلقي رشاوى.
أما الأمر الثاني، فهو خاص بمساعى الحرس الثوري الإيراني لملاحقة الرئيس السابق «روحاني» ومحاولة محاسبته قضائيًّا، كون العلاقة بين الطرفين كانت سيئة في أواخر الفترة الرئاسية لروحاني.
ودليل على ذلك أن الوثيقة الصادرة عن مخابرات الحرس الثوري بها أسماء عدد من المقربين من «روحاني»، منهم زوجته وابنة شقيقته، فضلًا عن مديري المنظمات والوكالات الحكومية، مثل وزارة النفط والبنك الوطني وشركة النفط وشركة الغاز الوطنية، والقابضة للبتروكيماويات والشركة المسؤولة عن شركات التغطية للتحايل على العقوبات الأمريكية، وغيرها.
ظهور تلك الوثيقة في هذا التوقيت تحديدًا قد يجعل الدول الغربية تتشدد مع نظام الملالي، خاصة فيما يتعلق بمفاوضات فيينا النووية الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، ورفض كل من طهران وواشنطن حتى الآن التوصل لحل، إما برفع واشنطن للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، أو أن تتوقف طهران عن تطوير برنامجها النووي.
تصفية الحسابات
وحول تلك الوثيقة السرية، يوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث في الشأن الإيراني، أن الأمر يتعلق بتخوف نظام الملالي من نشر معلومات تخص الآليات الخاصة بتصدير النفط الإيراني في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، خاصة أن الملف النووي حتى الآن في مهب الريح فلا يوجد من يعرف متى وإلى أين ستنتهي مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا، وهذا مؤشر على أن النظام الإيراني يرواغ فيما يتعلق بالوصول لاتفاق نووي فهو يخشى الوصول لهذه الأسرار لأنه يعي أن التوصل لاتفاق مع الغرب قد يطول.
ولفت «حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن الصراع بين الحرس الثوري و«روحاني» وحكومته السابقة؛ ظهر على السطح قبل انتهاء مدة «روحاني» الرئاسية بفترة قليلة، وما يتم الآن يدخل في اطار تصفية الحسابات بين الطرفين، حيث سبق وحمل «علي خامنئي» المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، «روحاني» وحكومته أسباب الفشل في إدارة الملف النووي والاتفاق الذي تم مع الغرب والتداعيات التي تمت على انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، الأمر الذي يؤكد أن هناك تكليفات من قبل السلطة الأعلى في البلاد لاتخاذ الحرس الثوري لهذا الإجراء.





